بكل طوائفه. وكان اليهود بالمدينة ثلاث قبائل؛ بنو قينقاع، وبنو النضير، وبنو قريظة. ولكنهم نقضوا العهد قبيلة بعد الأخرى، وحاربوه - صلى الله عليه وسلم - فمنَّ على بني قينقاع، وأجلاهم، كما أجلى بني النضير، ونزلت فيهم سورة الحشر، وقتل المقاتلة من بني قريظة، وسبى ذريتهم؛ لأنهم غدروا في ميدان المعركة، ونزلت فيهم سورة الأحزاب (١). وهذا هو منهج الإِسلام في معاملة غير المسلمين؛ لهم الأمن والأمان ما لم يحدث منهم ما يخل بالعهد والميثاق.
وقد تضمنت الوثيقة بنودًا عدّة، منها:
١ - أنّ اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين.
وفي هذا إِلزام اليهود بدفع قسط من نفقات الحرب الدفاعية عن المدينة لاشتراكهم في الوطن.
٢ - أن يهود بني عوف أمّة مع المؤمنين.
وفي هذا تحديد للعلاقة مع المتهوِّدين من الأوس والخزرج؛ وقد نسبتهم الوثيقة إِلى عشائرهم، وأقرّت حلفهم مع المسلمين.
[٣ - لليهود دينهم، وللمسلمين دينهم.]
وفي هذا إِقرار لهم على دينهم الذي كانوا عليه. وعدم إِكراههم على الدين الإسلامي.
٤ - إِلا من ظلم وأثم، فإِنّه لا يوتغ إِلا نفسه وأهل بيته.
وفي هذا تحديد المسؤولية عن الجرائم، وحصرها على مرتكبيها.