للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليه حجرا فيقتله. لكن الله أطلع رسوله على غدرهم فقام - صلى الله عليه وسلم - كأنما يقضي حاجته، فرجع إِلى المدينة، ثم لحق به أصحابه، فعزم - صلى الله عليه وسلم - على غزوهم لنقضهم العهد والميثاق ولعزمهم على اغتيال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - (١).

فسار إِليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فتحصنوا في حصونهم، فحاصرهم خمس عشرة ليلة وقطع بعض نخيلهم حتى نزلوا على حكمه، وهو الجلاء من المدينة، وأن لا يحملوا من متاعهم إِلا ما حملت الإِبل دون السلاح، فخرج أشرافهم إِلى خيبر، ومنهم من سار إِلى الشام (٢).

وقد نزل في شأنهم سورة الحشر، وهي التي تسمى سورة بني النضير (٣)، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} (٤).

[دروس وعبر]

١ - عناية الباري سبحانه وتعالى برسوله - صلى الله عليه وسلم - وعصمته من كيد الخائنين (٥).

٢ - أن الحكم الشرعي في أشجار العدو وإِتلافها منوط بما يراه الإِمام أو القائد من مصلحة النكاية بالأعداء، لأنها داخلة في باب السياسة الشرعية. وإن كان الأصل عدم الإتلاف (٦).


(١) ابن هشام، السيرة ٢/ ١٣٢؛ محمَّد مهدي رزق الله، السيرة النبوية ٤١٧.
(٢) ابن هشام، السيرة النبوية ٢/ ١٣٣.
(٣) عبد الرحمن السعدي، تيسير الكريم الرحمن ٧٨٧.
(٤) سورة الحشر، آية ٢.
(٥) محمد أبو فارس، السيرة النبوية ٥٣٨.
(٦) محمد البوطي، فقه السيرة ٢٦٢.

<<  <   >  >>