للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[إرهاصات النبوة وبشائر الخير]

اقتضت حكمة الله أن يجري بعض الأحداث والبشائر تهيئة لاستقبال نبوة النبي - صلى الله عليه وسلم - فكان من ذلك أمور منها:

[١ - بشارات الأنبياء السابقين به]

كما قال تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} (١).

قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ} (٢).

٢ - إِخبار اليهود عن بعثته (صلى الله عليه وسلم):

عن سلمة بن سلامة بن وقش -رضي الله عنه - وكان من أصحاب بدر قال: كان لنا جار يهودي من يهود بني عبد الأشهل فخرج علينا يومًا من بيته قبل مبعث النبي بيسير فوقف على المجلس قال سلمة: وأنا يومئذ أحدث من فيه سنًا عليّ بردة مضطبعًا فيها، فذكر البعث والقيامة والحساب والميزان والجنة والنار، فقال ذلك لقوم أهل شرك وأصحاب أوثان لا يرون أن بعثًا كائن بعد الموت. فقالوا: ويحك يا فلان، ترى هذا كائنًا. قال: نعم، قالوا: ويحك وما آية ذلك؟ قال: نبي يبعث من نحو هذه البلاد وأشار بيده نحو مكة واليمن. قالوا: ومتى تراه؟ قال: فنظر إِليّ فقال: إِن يستنفذ هذا الغلام عمره يدركه


(١) سورة الأعراف، آية: ١٥٧.
(٢) سورة الصف، آية: ٦.

<<  <   >  >>