للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول فيه الشاعر (١).

عمرو الذي هشم الثريد لقومه ... قوم بمكة مسنتين عجاف

سُنت إِليه الرحلتان كلاهما ... سفر الشتاء ورحلة الأصياف

وقد خرج هاشم إِلى الشام تاجرًا، ومَرّ بيثرب (المدينة) فتزوج سلمى بنت عمرو بن عدي من بني النجار، وأكمل رحلته إِلى الشام، ومات بغزة من أرض فلسطين. وقد حملت زوجته سلمى، فجاءت بولد سمته شيبة، ولما علم عمه المطلب بن عبد مناف، خرج إِلى يثرب وجاء به، ودخل مكة وهو مردفه على راحلته، فظن أهل مكة أنه غلام له فقالوا: عبد المطلب. فرد عليهم: إِنه ابن أخي هاشم، فلزمه هذا اللقب وصار يعرف به (٢).

وقد شرف عبد المطلب في قومه وتولّى ما كان لوالده هاشم، وحصل له أمور زادت في شرفه ومكانته، ومنها:

[الأول: حفر بئر زمزم]

وذلك أن بئر زمزم التي نبعت على يد إِسماعيل وأمه هاجر قد دفنت بسبب الحروب التي كانت في مكة، فلم تعرف، ثم إِن عبد الطلب قد أري مكانها في المنام وأمر بحفرها، فلما قام بذلك نازعته قريش فيها، فقال لهم: إِن هذا أمر قد خصصت به.

فتحاكموا إِلى كاهنة من العرب، وقبل أن يصلوا إِليها أراهم الله آية علموا منها اختصاص عبد المطلب بذلك فتنازلوا عن مطلبهم (٣).


(١) انظر: سيرة ابن هشام ١/ ١٢٢، ١٢٣، ١٢٦.
(٢) المصدر السابق ١/ ١٢٢، ١٢٣.
(٣) المصدر السابق ١/ ١٢٦.

<<  <   >  >>