للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - أهمية الصلاة وجلالة قدرها، وأن المسلم مأمورٌ بالحفاظ عليها وأدائها جماعة مع المسلمين، حتى في حال الخوف ومواجهة العدو.

٣ - أن من أنواع النعم، وأنواع النصر، التي قد تغيب عن بعض المسلمين، كف أيدي المشركين، ورد كيدهم في نحورهم (١)، ومن ذلك عدم وقوع القتال في هذه الغزوة. وعن جنس هذه النعمة يقول الحق سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} (٢).

[غزوة بدر الصغرى]

وتسمى غزوة بدر الموعد، حيث أن أبا سفيان قبل انصرافه من أُحد قال: يا محمَّد موعدكم بدر حيث قتلتم أصحابنا، فكان ذلك من العام القابل، وقد خرج المسلمون بقيادة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إِلى بدر الموعد في السنة الرابعة من الهجرة، ومكثوا هناك ثمانية أيام، لكن قريشًا بقيادة أبي سفيان، نكصوا وأخلفوا الموعد بحجة أن العام عام جدب، وأن الخروج للقتال لا يصلح إِلا في عام خصيب، فرجع الناس مع أبي سفيان بعد أن بلغوا عسفان، فسماهم أهل مكة جيش السويق، تهكمًا بهم، وقالوا: إِنما خرجتم تشربون السويق (٣).

وقد كان توقيت المسلمين في الحضور إِلى بدر يوافق سوقًا تجتمع فيه العرب للبيع والشراء، فجلب المسلمون معهم من المدينة شيئًا من السِّلع لبيعها في ذلك السوق، فربحوا ثم رجعوا إِلى المدينة ولم يلقوا كيدًا (٤).


(١) عبد الرحمن بن سعدي، تيسير الكريم الرحمن ١٨٧.
(٢) سورة المائدة، آية ١١.
(٣) ابن هشام، السيرة ٢/ ١٤٤.
(٤) ابن سعد، الطبقات ٢/ ٦٠.

<<  <   >  >>