للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٤ - وفد بني حنيفة]

سبق هذا الوفد أسر ثمامة بن آثال وربطه بسارية المسجد ثلاثة أيام، ثم فُكّ أسره ومَنّ عليه رسول الله، فاغتسل وأسلم وعاد إِلى بلده (١). وفي العام التاسع قدم بضعة عشر رجلًا ومعهم مسيلمة بن حبيب، وكان يقول: إِن جعل محمَّد لي الأمر من بعده اتبعته، وعندما التقى بالنبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: لو سألتني هذه القطعة -وهي جريدة في يده- ما أعطيتكها ولن تعدو أمر الله فيك، ولئن أدبرت ليعقرنك الله وإِني لأراك الذي أريت فيه ما رأيتُ (٢).

ومقصده - صلى الله عليه وسلم - قوله: بينما أنا نائم رأيت في يَدَيّ سوارين من ذهب فنفختهما فطارا فأولتهما كذابين يخرجان بعدي، أحدهما: العنسي، والآخر مسيلمة (٣).

وقد قتل الله مسيلمة الكذاب في معركة اليمامة في عهد أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -.

[٥ - وفد نجران]

قدم هذا الوفد وهم ستون راكبًا، منهم أربعة وعشرون من أشرافهم. ورؤساؤهم ثلاثة: العاقب أمير القوم، والسيد، وأبو حارثة أحد بني بكر بن وائل، وهو أسقفهم وصاحب مدراسهم، وكانت ملوك الروم قد شَرّفوه ومَوّلوه وأخدموه، وبسطوا عليه الكرامات، وبنوا له الكنائس لِمَا بلغهم عنه من علمه واجتهاده في دينهم، وكان الوفد كلهم على النصرانية، فدعاهم الرسول الله - صلى الله عليه وسلم - إِلى الإِسلام وتلا عليهم القرآن، فأبوا قبول الإِسلام، فطلب منهم المباهلة، فتشاوروا ثم عادوا يطلبون الصلح، فصالحهم، ورفضوا المباهلة خوفا من العقوبة (٤).


(١) صحيح البخاري ح ٤٣٧٢.
(٢) صحيح البخاري ح رقم (٤٣٧٣).
(٣) صحيح البخاري ح رقم (٤٣٧٤).
(٤) ابن هشام، السيرة ١/ ٥٧٣ وخبر المباهلة في صحيح البخاري ح ٤٣٨٠.

<<  <   >  >>