للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حتى خرج من أعلاها. قالت: فلما سمعنا قوله؛ عرفنا حيث توجه رسول الله، وأن وجهه إِلى المدينة (١).

ذكر البخاري بعض المواقف في طريق الهجرة، منها أنهم لقوا بعض المسافرين ورجال القبائل الذين يسكنون في طريق الهجرة، وهم يعرفون أبا بكر لسفره بالتجارة ولا يعرفون رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيسألونه من هذا الرجل الذي معك؟ فيقول: هذا الرجل يهديني السبيل. قال فيحسب الحاسب أنه إِنما يعني الطريق، وإنما يعني سبيل الخير (٢).

ومنها أنهم لقوا الزبير بن العوام في ركب من المسلمين كانوا تجارا قافلين من الشام، فكسى الزبير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر ثيابا بيضا (٣).

[دروس وعبر]

١ - عداوة المشركين والشياطين للحق وأهله، وأنهم لما عجزوا عن مواجهة الحجة بالحجة لجأوا إِلى منطق القوة والتأمر لتصفية رأس الدعوة وقتله.

٢ - حفظ الله لرسوله - صلى الله عليه وسلم - ورعايته له حيث أطلعه على مؤامرتهم، وأمره أن لا يبيت في فراشه تلك الليلة التي تواعدوا فيها للغدر به.

٣ - التخطيط الدقيق للإِفلات من مؤامرة الأعداء، والأخذ بالأسباب المشروعة وهذا لا ينافي التوكل على الله.

٤ - في الهجرة منقبة عظيمة لأبي بكر الصديق حيث اختاره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليكون رفيقه في الهجرة، وأيضًا منقبة لعلي بن أبي طالب الذي تعرض للمخاطر


(١) انظر: طبقات ابن سعد (١/ ٢٣٠ - ٢٣٢) والمستدرك للحاكم (٣/ ٩ - ١١)، ومجمع الزوائد (٦/ ٥٥ - ٥٨)، وزاد المعاد (٣/ ٥٥ - ٥٨).
(٢) صحيح البخاري، كتاب المناقب، باب هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه إلى المدينة ح ٣٩١١.
(٣) المصدر نفسه، ح ٣٩٠٦.

<<  <   >  >>