للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شاء صام، ومن شاء أطعم مسكينا كما قال تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (١)، ثم إِن الله تعالى أنزل الآية الأخرى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} (٢)، فأثبت وجوب صيامه على المقيم الصحيح ورخّص فيه للمريض والمسافر على أن يصوم من أيام أخر، وأثبت الإِطعام للكبير الذي لا يستطيع الصيام، فهذان حولان -أي حالتان- وكانوا يأكلون ويشربون ويأتون زوجاتهم ما لم يناموا، فإِذا ناموا امتنعوا بن ذلك حتى تغرب شمس اليوم الثاني، ثم أنزل الله التخفيف في قوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ... الآية} (٣)، وبهذا استقر تشريع صيام شهر رمضان على اليسر ورفع الحرج والحمد لله رب العالمين (٤).

[٣ - فرض الزكاة ذات الأنصبة]

الزكاة هي إخراج جزء محدد من المال، وفق شروط وضوابط، وصرفه لأهل الزكاة وهم ثمانية أصناف ذكرهم الله في كتابه فقال: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (٥)، فالزكاة ركن من أركان الإِسلام، وهي من شرائع


(١) سورة البقرة، آية ١٨٤.
(٢) سورة البقرة، آية ١٨٥.
(٣) البقرة، آية ١٨٧.
(٤) انظر: ابن كثير، البداية والنهاية ٥/ ٥٢ وعن تدرج تشريع الصيام انظر: مسند الإِمام أحمد ٥/ ٢٤٦، وصحيح عن أبي داوود ح ٤٧٩.
(٥) سورة التوبة، آية ٦٠.

<<  <   >  >>