للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المسلمين كان من القلة بمكان. قال ابن كثير: وهذا عظيم جدًا أن يتقاتل جيشان متعاديان في الدين أحدهما وهو الفئة التي تقاتل في سبيل الله عدتها ثلاثة آلاف، وأخرى كافرة وعدتها مائتا ألف مقاتل، من الروم مائة ألف، ومن نصارى العرب مائة ألف أخرى، يتبارزون ويتصاولون ثم مع هذا كله لا يقتل من المسلمين إِلا اثنا عشر رجلًا، وقد قتل من المشركين خلق كثير (١).

[دروس وعبر]

١ - أن النصر ليس بالكثرة بل هو بالثبات والصبر وتقوى الله.

٢ - قتل الرسل والسفراء جريمة من الجرائم الشنيعة في عرف العقلاء.

٣ - ميزان التفاضل هو التقوى لا غير، ولذا وَلّى - صلى الله عليه وسلم - زيد بن حارثة مولاه وقَدّمه على ابن عمه الشريف القرشي، وابن رواحة الأنصاري.

٤ - منزلة جعفر ومن معه من القادة وأنهم من أهل الجنة (٢).

٥ - خالد بن الوليد سيف من سيوف الله كما قال المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، وقد وهبه الله عبقرية عسكرية نادرة.

٦ - مؤتة أول لقاء بين المسلمين والروم، واكتسب المسلمون خبرة أفادتهم عند الفتوحات الإِسلامية لبلاد الشام.

٧ - الوصية النبوية للجيش تمثل الرحمة وقمة الإِنسانية واحترام الإِنسان، فلا تدمير للممتلكات، ولا قتل للضعفاء والعجزة وغير المقاتلين.


(١) البداية والنهاية ٤/ ٢٥٩.
(٢) ابن كثير، البداية والنهاية ٤/ ٢٥٥.

<<  <   >  >>