وأشارت الوثيقة إِلى التعاون على البر والتقوى، ونصرة المظلوم، وإِطعام الجائع، وأن تتعاقل كل قبيلة معاقلهم الأولى، وختمت بأن كل خلاف يقع بين أهل هذه الصحيفة فإِن مرجعه إِلى النبي - صلى الله عليه وسلم -.
[٥ - تأسيس الجيش الإسلامي]
من المؤسسات التي أقامها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد قدومه المدينة العمل على تأسيس الجيش الإِسلامي الذي يحفظ للأمة هيبتها، ويصون كرامتها، ويسهم في نشر دين الله في الأرض، وقتال الكفار المعاندين، حيث بدأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد أقل من سنة من استقراره بالمدينة في إِرسال السرايا، وقيادة الغزوات لنشر الدعوة، وعقد المعاهدات مع القبائل المحيطة بالمدينة لتوفير الأمن الخارجي لسكان المدينة من المسلمين وغيرهم، وكسب الخبرات العسكرية بالتدريب العملي، ودراسة أوضاع المنطقة لمعرفة مسالكها وقدراتها ومواردها وغير ذلك من المنافع والأغراض التي استفاد منها المسلمون عند المواجهة مع العدو. وقد جاءت هذه الخطوة في أعقاب الهجرة النبوية حيث أذن الله للمسلمين بجهاد الأعداء وشرع لهم القتال، وجعله كتابًا مفروضا قال تعالى:{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ... الآية}(١).
[دروس وعبر]
١ - محبة الصحابة - رضي الله عنهم - لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد كانوا يخرجون كل يوم ينظرون مقدمه ولا يعودون حتى يشتد عليهم حر الشمس، يقول البراء - رضي الله عنه -: فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى جعل الإماء