للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٧ - فضل من شهد بيعة الرضوان، وفضل عثمان - رضي الله عنه - الذي حصلت لأجله تلك البيعة (١).

[غزوة خيبر]

بعد رجوع رسول الله -صلى الله عليه وسلم - من الحديبية إِلى المدينة، مكث فيها إلى دخول شهر محرم من السنة السابعة من الهجرة ثم خرج إِلى خيبر لتصفية وكر التآمر اليهودي الذي طالما حال الدسائس والمؤامرات على أمة الإِسلام. فخرج رسول الله ومعه الذين حضروا الحديبية من الصحابة متوجهين إِلى خيبر واستخدم - صلى الله عليه وسلم - خطتين:

الأولى: المفاجأة للعدو، فما علمت اليهود إِلا وقد نزل بهم.

الثانية: قطع الإِمداد عنهم، حيث أظهر أنه يريد غطفان، فخافت غطفان ولم تتمكن من إِمداد اليهود. ولما نزل بهم حاصرهم في حصونهم حتى تمكن من فتحها جميعًا عنوة، وقد قسم أرضها بين الفاتحين. (٢) وتبع ذلك تسليم فدك من غير قتال، ثم غزا - صلى الله عليه وسلم - تيماء، ووادي القرى، وهي من مراكز تجمعاتهم، واستسلمت له، وبهذا تمكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من القضاء على قواهم السياسية وإِن عاشوا في المجتمع المسلم أهل ذمة وعهد. وقد استعمل النبي - صلى الله عليه وسلم - يهود خيبر عمالًا في المزارع على شطر ما يخرج منها (٣). وذلك لخبرتهم في الزراعة، ولما رأى فيه من المصلحة بعدم اشغال الصحابة بالزراعة مما يؤثر على تفرغهم للجهاد والدعوة، وكانت أرض خيبر خصبة غنية بالزراعة، ووفيرة الإِنتاج، تقول عائشة - رضي الله عنها -: لما فتحت خيبر قلنا: الآن نشبع من التمر (٤).


(١) زيد الزيد، فقه السيرة ٥٤٥.
(٢) البخاري، صحيح البخاري مع الفتح ٧/ ٥٢٩؛ زيد الزيد، فقه السيرة ٥٥٣.
(٣) البخاري، الصحيح ح ٤٢٤٨.
(٤) المصدر نفسه ح ٤٢٤٢.

<<  <   >  >>