للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[مسجد الضرار]

وقد بني المنافقون بالمدينة قرب مسجد قباء مسجدًا، ودعو الرسول الله -صلى الله عليه وسلم - للصلاة فيه، فاستمهلهم حتى يعود من تبوك. فأنزل الله فيه: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (١٠٧) لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَةَرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (١٠٨) أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (١٠٩) لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (١).

ولهذا أمر - صلى الله عليه وسلم - عند رجوعه بهدم وإخراب ذلك المسجد، فقام بتلك المهمة مالك بن الدخشم، ومعن بن عدي (٢).

[استقبال المدينة لرسول الله (صلى الله عليه وسلم)]

ولما دنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - من المدينة قال: إِن بالمدينة أقوامًا ما سرتم مسيرًا ولا قطعتم واديًا إِلا كانوا معكم، قالوا: يا رسول الله وهم بالمدينة؟ قال: وهم بالمدينة حبسهم العذر (٣). وعندما أشرف على المدينة قال: "هذه طابة، وهذا أحد جبل يحبنا ونحبه" (٤). واستقبله الناس والصبيان عند ثنية الوداع يرحبون بهم (٥) وهم يقولون:

طلع البدر علينا ... من ثنيات الوداع

وجب الشكر علينا ... ما دعا لله داع


(١) سورة التوبة، الآيات ١٠٧ - ١١٠.
(٢) ابن هشام، المصدر السابق ٤/ ١٧١.
(٣) صحيح البخاري، كتاب المغازي ح ٤٤٢٣.
(٤) صحيح البخاري، كتاب المغازى ح ٤٤٢٢.
(٥) صحيح البخاري كتاب المغازي ح ٤٤٢٧ لكن ليس ذكر النشيد.

<<  <   >  >>