للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال العلامة ابن سعدي رحمه الله: (هذه الآية نازلة بسبب ما حصل لسرية عبد الله بن جحش، وعيَّرهم المشركون بالقتال في الأشهر الحرم، وكانوا في تعييرهم ظالمين، إِذ فيهم من القبائح، ما بعضه أعظم مما عيَّروا به المسلمين ... ثم أخبر تعالى أنهم لن يزالوا يقاتلون المؤمنين، وليس غرضهم في أموالهم وقتلهم، وإِنما غرضهم أن يرجعوهم عن دينهم، ويكونوا كفارًا بعد إِيمانهم حتى يكونوا من أصحاب السعير ... وهذا الوصف عام لكل الكفار، لا يزالون يقاتلون غيرهم -أي من السلمين- حتى يردوهم عن دينهم، وخصوصًا أهل الكتاب، من اليهود والنصارى، ألَّفوا الجمعيات، ونشروا الدعاة وبثوا الأطباء، وبنوا المدارس لجذب الأمم لدينهم، وإِدخالهم عليهم كل ما يمكنهم من الشُّبه التي تشككهم في دينهم، ولكن المرجو من الله تعالى الذي مَنَّ على المؤمنين بالإِسلام ... أن يخذل كل من أراد أن يطفئ نوره ... وتكون هذه الآية صادقة على هؤلاء الموجودين من الكفار، كما صدقت على من قبلهم) (١).

ثانيًا: الغزوات:

١ - غزوة ودَّان (٢) (الأبواء)

هي أول غزوة يقودها رسول الله -صلى الله عليه وسلم - بنفسه، وقد كانت في شهر صفر من السنة الثانية من الهجرة، وحمل لواءه عمه حمزة بن عبد الطلب - رضي الله عنه -، واستخلف على المدينة سعد بن عبادة - رضي الله عنه -، وخرج في جمع من المهاجرين يطلب قافلة لقريش، لكن القافلة تمكنت من الإِفلات، وفي هذه الغزوة وادع رسول الله -صلى الله عليه وسلم - مخشي بن عمرو الضمري سيد بني ضمرة، ثم عاد إِلى المدينة (٣).


(١) تيسير الكريم الرحمن ص ٨٠.
(٢) ودَّان: اسم للوادي الذي تقع فيه الأبواء، وهي اليوم بلدة عامرة تقع شمال رابغ.
(٣) ابن هشام، السيرة ١/ ٣٩٠ ابن سعد، الطبقات ٢/ ٨.

<<  <   >  >>