للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٧ - في المعاهدة التي كتبها النبيّ - صلى الله عليه وسلم - مع اليهود يظهر كمال التشريع الإِسلامي الذي ينظم علاقة المسلم مع غير المسلمين الذين يعيشون داخل المجتمع الإِسلامي أو خارجه، كما نظم علاقة المسلم بربه وعلاقته بإِخوانه المسلمين.

٨ - وفاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث التزم بالعهد، قابله خبث اليهود وسوء طويتهم وعداوتهم الشديدة للإسلام والمسلمين، فقد تتابعوا على الغدر ونقض العهد قبيلة بعد أخرى في زمن وجيز، وقد لاقوا ثمرة غدرهم ونقضهم جزاء وفاقا لسوء عملهم (١).

٩ - إخراج الرسول - صلى الله عليه وسلم - لليهود كان بعد وقوع الغدر منهم والإِخلال بالعهد الذي وافقوا عليه.

[أحداث السنة الأولى من الهجرة]

[١ - إسلام عبد الله بن سلام حبر اليهود]

قال عبد الله بن سلام: (لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة انجفل الناس قِبَله، قالوا: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فجئتُ لأنظر، فلما رأيتُه عرفتُ أن وجهه ليس بوجه كذّاب. فكان أول شيءٍ سمعتُه منه أن قال: أيها الناس، أطعموا الطعام، وأفشوا السلام، وصِلوا الأرحام، وصلَّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنّة بسلام (٢).

فقد بادر حبر اليهود وعالمهم عبد الله بن سلام، بالمجيء إِلى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أوّل مقدمه المدينة، فقال: إِني سائلك عن ثلاث، لا يعلمهن إِلَّا نبيّ، فما أول أشراط الساعة؟ وما أول طعام أهل الجنة؟ وما ينزع الولد إِلى أبيه أو إِلى أمه؟ قال - صلى الله عليه وسلم - "أخبرني بهن


(١) حول هذه الدروس انظر: زيد المزيد، فقه السيرة ص ٣٣١ - ٣٥٦.
(٢) أخرجه الترمذي، كتاب صفة الجنة، باب الرقائق والورع (٢٤٨٥)، وصححه.

<<  <   >  >>