للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبعث تميم بن أسد الخزاعي فجدد أنصاب الحرم (١). وخطب - صلى الله عليه وسلم - في الناس موضحا حرمة مكة، وقال: إِن الله حرم مكة يوم خلق السموات والأرض، وقد أذن الله له بالقتال فيها ساعة من نهار ثم عادت حرمتها كما كانت (٢).

[دروس وعبر]

١ - كان فتح مكة من أهم الإِنجازات التي قام بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث كانت قريش تمثل القيادة للعرب وبسقوطها سقطت بقية البلاد بسهولة، فقد روى البخاري عن عمرو بن سلمة قال: كانت العرب تتلوم بإِسلامها الفتح، فيقولون: اتركوه وقومه، فإِنه إِن ظهر عليهم فهو نبي صادق، فلما كانت وقعة أهل الفتح؛ بادر كل قوم بإِسلامهم، وبدر أبي قومه بإِسلامهم (٣).

٢ - حرمة مكة وتأكيد الرسول الله -صلى الله عليه وسلم - على ذلك بفعله وقوله.

٣ - تواضع الرسول - صلى الله عليه وسلم - عند دخوله مكة فاتحًا وهذه من أخلاق الأنبياء.

٤ - العصببية والتفاخر باللون والنسب من سمات أهل الجاهلية.

٥ - قوة إِيمان عمر - رضي الله عنه - حيث يقدم ما يحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ما تحبه نفسه.

٦ - تحطيم الأصنام التي حول الكعبة وطمس الصور التي على جدرانها، وإِزالة الأصنام الكبار حول مكة مثل العزى، وسواع، ومناة، مما أزال عن الناس الرهبة والخوف من تلك الأصنام الذي سيطر على قلوبهم زمنًا طويلًا مما جعلهم يدخلون في دين الله أفواجًا.


(١) ابن سعد، الطبقات الكبرى ٢/ ١٣٧.
(٢) صحيح البخاري، كتاب المغازى ح ٤٣١٣.
(٣) المصدر نفسه ح ٤٣٠٢.

<<  <   >  >>