للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخ كريم وقد قَدِرْتَ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "فإِني أقول كما قال أخي يوسف: لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين، اذهبوا فأنتم الطلقاء" (١).

وكان - صلى الله عليه وسلم - قد أخذ مفتاح الكعبة فدخلها بعد أن طُهِّرت من الصور التي بداخلها وكَبّر في نواحيها وصلى ركعتين، ثم سَلّم مفتاح الكعبة لعثمان بن طلحة وقال له: خذوها خالدة تالدة لا ينزعها منكم إِلا ظالم (٢).

وأرسل رسول الله -صلى الله عليه وسلم - السرايا لهدم الأصنام ودعوة القبائل المحيطة بمكة، فأرسل خالد بن الوليد لهدم العزى، وخالد بن سعيد بن العاص إلى عُرَنه، وهشام بن العاص قِبَل يلملم، وسعد بن زيد الأشهلي إِلى مناة الطاغية عند المشلّل من قديد، وعمرو بن العاص إِلى رهاط لهدم الصنم سواع.

وبقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة خمس عشرة ليلة يقصر فيها الصلاة (٣). وفي البخاري روايتان: الأولى، عن أنس: أنهم أقاموا عشرًا، والثانية، عن ابن عباس: تسع عشرة ليلة (٤).

وقد رتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمور مكة فعين عليها عتاب بن أسيد أميرًا عندما خرج إِلى حنين، كما عين أبا محذورة مؤذنًا للمسجد الحرام، وأمر معاذ بن جبل بتعليم الناس السنن والفقه والتدريس في المسجد الحرام، وأضاف معه بعد رجوعه من الطائف أبا موسى الأشعري.


(١) المسند ٢/ ١١ و ٣/ ٤١٠ بإِسناد ضعيف، ولم يثبت لفظ الطلقاء من قول النبي - صلى الله عليه وسلم -، لكن ورد لفظ الطلقاء في صحيح البخاري ح رقم ٤٣٣٣ ومسلم ح رقم ١٨٠٩ وصفًا لمسلمة الفتح، وهو ليس وصف تحقير، وإنما هو بيان واقع وحال.
(٢) ابن سعد، الطبقات الكبرى ٢/ ١٣٧، وهو عند الصالحي في سبل الهدى ٥/ ٣٦٧.
(٣) ابن هشام السيرة النبوية ٢/ ٤٣٧.
(٤) رقم ٤٢٩٧ و ٤٢٩٨ على التوالي.

<<  <   >  >>