للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مهم في الآية، فالله سبحانه وتعالى يقول: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ} فالله هو الذي أسرى بعبده، ولم ينسب الرسول - صلى الله عليه وسلم - الإسراء إِلى نفسه، فالذي يكذب بالإسراء إِنما يطعن في قدرة الله سبحانه وتعالى (١).

٣ - قالت عائشة - رضي الله عنها -: (لمّا أُسْري بالنبيّ - صلى الله عليه وسلم - إلى المسجد إلاقصى، أصبح يتحدّث الناس بذلك، فارتدّ ناس ممّن آمن، وسعوا إِلى أبي بكر، فقالوا: هل لك في صاحبك، يزعم أنّه أُسْريَ به الليلة إِلى بيت المقدس! قال: أوَ قال ذلك؟ قالوا: نعم. قال: لئن قال ذلك لقد صدق. قالوا: وتصدِّقه! قال: نعم، إِني لأصدِّقه بما هو أبعد من ذلك، أصدِّقه بخبر السماء في غدوة أو روحة. فلذلك سُمِّي الصدِّيق) (٢).

٤ - لقد كان إِخبار النبيّ - صلى الله عليه وسلم - لقريشٍ عن حادثة الإِسراء والعراج شيئًا يعجز الإِنسان عن وصفه، فقد أبان النبيّ - صلى الله عليه وسلم - عن شجاعة نادرة، وقوة في الحقّ لا يخشى فيه أحدًا من الخلق.

٥ - لقد وقف - صلى الله عليه وسلم - بالحجر يخبرهم عن قصته بكل ثبات، وبكل ثقة، لا يبالي من صدّقه أو كذّبه، فهو يخبر بقضيّة عاشها بكل ذرّات جسده، عاشها بكل لحظاتها، فانطلق يصفها بكل تفاصيلها، وقد أكرمه الله برفع الحجب بينه وبين بيت القدس وجلاّه له ينظر إِليه ويصفه لهم.

٦ - في اختصاص الصلاة بتشريعها في العراج بيان لمكانتها، فهي عمود الإِسلام، وكونها شرعت في أول الأمر خمسين صلاة ثم خفضت إِلى خمس صلوات في


(١) القسطلاني، المواهب اللدنية ٣/ ١٥، وانظر: فقه السيرة لزيد الزيد ص ٢٥١.
(٢) الذهبي، السيرة النبوية (١/ ٢٠٢)، والحديث أخرجه الحاكم في المستدرك ٣/ ٦٢ وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.

<<  <   >  >>