الناس قولوا لا إِله إِلا الله تفلحوا] فالبدء بالتوحيد وتعليم العقيدة والحث على مكارم الأخلاق هو المقدم كما فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكما تنزل القرآن عليه في مكة؛ لأن التكاليف وقبول التشريعات ثمرة للعقيدة وفرع عنها؛ فإِذا استقرت العقيدة في النفوس وقوي الإيمان واستقامت الأخلاق، حصلت الاستجابة والرضا والمسارعة إِلى تنفيذ الأوامر واجتناب النواهي.
٣ - في استجابة الأنصار للدعوة واستعدادهم لحماية الرسول - صلى الله عليه وسلم - بيان فضلهم وحكمة من الله بأن هذا الدين لايقوم على العصبية القبلية فقبيلته قريش وبلده مكة تخرجه ويجد عند غيرهم نصرة ومأوى.
٤ - إِنّ الدعاة إِلى الله تعالى بحاجة إِلى الحماية في دعوتهم من أذى أهل الباطل والإِفساد، فهذا خير البشر، المؤيّد من الله بملائكته وجنده، يطلب حماية الأنصار له، فغيره من باب أولى وهذا من اتخاذ الأسباب المأمور بها.
٥ - لقد كان الأنصار يعلمون وهم يعقدون هذه البيعة أن العرب سترميهم عن قوس واحدة، ولكنهم طلبوا الجنّة، ودفعوا مهرها، فكم للأنصار من أيام، ويوم بيعة العقبة من أيامهم الخالدة.
٦ - كبح جماح العاطفة والحماس والعجلة تحقيقا للمصلحة الشرعية، فعندما استأذن الأنصار النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يميلوا على أهل منى منعهم - صلى الله عليه وسلم - وقال: لم أومر بذلك.