للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٣ - معرفة سوء عاقبة المعصية، والفشل، والتنازع، وأن الذي أصاب المسلمين يوم أحد إِنما هو بشؤم ذلك، فلما ذاقوا عاقبة معصيتهم للرسول، وتنازعهم، وفشلهم، كانوا بعد ذلك أشد حذرًا ويقظةً، وتحرزًا من أسباب الخذلان (١).

٤ - إِن ما نتج من خبر إِشاعة مقتل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتردد بعض المسلمين في القتال، ورجوعهم إِلى المدينة، يبين لنا أهمية التثبت في قبول الأخبار، كما يوضح خطورة الإِشاعة على الصف المسلم (٢).

٥ - أن دين الله لا يتعلق بالأشخاص، وهذا ما نبه الله سبحانه وتعالى المسلمين إِليه، عندما أشيع أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد قتل، قال تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} (٣).

٦ - أهمية الرجوع إِلى أهل العلم فيما يشكل من الأمور، وهذا واضح من قول الصحابة رضوان الله عليهم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما نقول؟ في ردهم على أبي سفيان (٤).

٧ - تحذير الجماعة المؤمنة من الهزيمة النفسية في كل زمان ومكان، وأنها أشد فتكًا بالأمة من الهزيمة المادية، قال تعالى: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١٣٩) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} (٥).


(١) ابن القيم، زاد المعاد ٣/ ٢١٨.
(٢) زيد الزيد، فقه السيرة ٤٥٢.
(٣) ابن القيم، زاد المعاد ٣/ ٢٢٤. والآية ١٤٤ من سورة آل عمران.
(٤) زيد الزيد، فقه السيرة ٤٥٥.
(٥) سورة آل عمران، آية ١٣٩ - ١٤٠.

<<  <   >  >>