للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إِن قريشا أخلفوك الموعدا ... ونقضوا ميثاقك المؤكدا

هم بيتونا بالوتير هجدا ... وقتلونا ركعا وسجدا

فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: نصرت يا عمرو بن سالم. ونظر إِلى السماء فإِذا سحابُ فقال: إِن هذه السحابة لتستهل بنصر بني كعب (١). وقد شعرت قريش بخطورة الأمر ولذا سار زعيمها أبو سفيان بن حرب إِلى المدينة مسرعا لاستجلاء الأوضاع، وقابل في الطريق بديل بن ورقاء الخزاعي في جماعة من خزاعة عند عسفان، فسأله: متى عهدكم بيثرب؟ فقال بديل: لا علم لنا بذلك، فعلم أنهم كتموا أمرهم، وحاول استجلاء الخبر فلم يصل إِلى شيء، وعند رحيلهم جاء مبرك نوقهم فوجد بعرها ففته فوجد نوى التمر فقال: أحلف بالله لقد جاء القوم محمدًا (٢) وعندما وصل المدينة اتجه لابنته أم حبيبة أم المؤمنين ودخل عليها وعندما هَمّ بالجلوس طوت الفراش عنه فقال: "يا بنية أراغبة بالفراش عني؟ أم بي عنه؟ "

فأجابته: "بل به عنك، لأنه فراش الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وأنت رجل مشرك، نجس".

فغضب منها، وقال: "والله لقد أصابك يا بنية بعدي شر".

فقالت: "لا والله بل خير" (٣).

وحاول تجديد العقد (٤) ولكنه فشل في ذلك حيث حاول مع أبي بكر أن يكلم رسول الله فقال: ما أنا بفاعل. ثم سار إِلى عمر فقال له عمر: أنا أشفع لكم عند رسول الله؟ والله لو لم أجد إِلا الذر لجاهدتكم به.


(١) ابن هشام، السيرة النبوية ٢/ ٢٩٤.
(٢) الواقدي، المغازي ٢/ ٧٩٢، الصالحي، سبل الهدى والرشاد ٥/ ٢٠٦.
(٣) ابن هشام، السيرة ٢/ ٢٩٦ والذهبي، المغازي ٢٥٤.
(٤) في رواية أنه قال: يا محمد جدد العهد وزدنا في المدة. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أو لذلك قدمت؟ هل كان من حدثٍ قبلكم؟ قال: معاذ الله. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فنحن على عهدنا وصلحنا.

<<  <   >  >>