للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال - صلى الله عليه وسلم -: «إما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم وما نهيتكم عنه فاجتنبوه» (١).

فاجتناب المناهي والمحرمات حتم على كل مكلف، وعلى المرء المسلم أن يجعل بينه وبين الحرام وقاية وحمى حتى لا يقع في شيء من محارم الله.

د- أن لا يُعبد الله إِلا بما شرع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى طريقته ومنهجه، وهذا أصل في المتابعة والاقتداء، وضابط في العبادة المشروعة، فلا يزيد العبد على المشروع ولا ينقص، إِنما يتبع ولا يبتدع. قال - صلى الله عليه وسلم -: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» (٢). أي مردود على صاحبه وغير مقبول عند الله بل يعاقب فاعله ولا يثاب، لأنه شَرّع أمرًا ليس عليه أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتقرّب إِلى الله بأمر لم يشرعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وابتدع في الدين بدعة حتى لو كان قصده حسنًا، فلا يكفي حسن النوايا بل لا بد من الدليل الشرعي، فإِن العبادة ليست بالهوى والرغبة والاستحسان العقلي إِنما هي بالاتباع لهدي النبي - صلى الله عليه وسلم - والاستمساك بالكتاب والسنة.

٢ - زيادة المحبة للرسول - صلى الله عليه وسلم -

من ثمرات دراسة السيرة النبوية زيادة المحبة للرسول - صلى الله عليه وسلم - المقتضية لزيادة الإِيمان والرغبة في المتابعة، والطاعة لأمره، واجتناب نهيه، وتوقيره واحترام أمره، والاهتداء بهديه، وترك البدع والخرافات التي أحدثها أهل الأهواء ومن لا علم لهم، مثل المغالاة في الإِطراء والتقديس المنهي عنه، الذي يلغي الطبيعة البشرية للرسول - صلى الله عليه وسلم -، وقد نهى - صلى الله عليه وسلم -عن ذلك فقال: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإِنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله" (٣).


(١) رواه مسلم من حديث أبي هريرة، ح رقم: ١٣٣٨ -
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه، ح رقم ١٧١٨ من حديث عائشة - رضي الله عنها -.
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه من ح عمر بن الخطاب، ح رقم: ٣٤٤٥.

<<  <   >  >>