للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١٢٦٥) عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال كان بى النَّاصور فسألت النَّبيَّ صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم عن الصَّلاة فقال صلِّ قائمًا


وقال رواه أحمد واللفظ له والحاكم وقال صحيح على شرطهما اهـ ثم اعلم رحمنى الله وإياك أنه لما كانت صلاة الفرض لا تصح من جلوس للقادر على القيام، وصلاة النفل تصح لكن بنصف أجر صلاة القائم، اقتضت رحمة الله تعالى بعبده المريض الذى أقعده المرض عن القيام، أو عجز عن أى عمل خيرىّ كان متعودًا عمله بأى مانع قهرى من الموانع الخارجة عن إرادته اقتضت رحمته عز وجل أن لا ينقصه شيئا من أجر ما كان يعمل قبل العذر، فالمريض الذى عجز عن القيام فى الفرض وصلى من قعود تصح صلاته ويكتب له مثل ثواب القائم، والمسافر الذى تعوّد التهجد مثلا فمنعه السفر عن أدائه يكتب له مثل ثواب المتهجد ما كان العذر قائما، ومثله المقيم الذى غلبه النوم، وكذلك من تعود الصلاة فى الجماعة فتعذر فانفرد كتب له ثواب الجماعة وهكذا، بديل حديث الباب وما أخرجه أيضا البخارى وأبو داود (عن أبى موسى الأشعرى) رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا" (وفى حديث عائشة) رضى الله عنها عند النسائى "ما من امرئ يكون له صلاة من الليل يغلبه عليها نوم أو وجع إلا كتب الله له أجر صلاته وكان نومه عليه صدقة" (وعن أبى هريرة) رفعه "من توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج الى المسجد فوجد الناس قد صلوا أعطاه الله مثل أجر من صلى وحضر لا ينقص ذلك من أجره شيئا" أخرجه أبو داود والنسائى والحاكم قال الحافظ وإسناده قوى (قلت) ورواه الأمام احمد أيضا وسيأتى فى باب فضل صلاة الجماعة، وقد صدّرت هذا الباب بهذا الحديث توطئة لما سيأتى بعده وتسلية للمريض، وليعلم أن ما فاته من العمل صحيحا لم يفته ثوابه مريضا وفضل الله واسع
(١٢٦٥) عن عمران بن حصين (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا وكيع ثنا ابراهيم بن طهمان عن حسين المعلّم عن ابن بريدة عن عمران بن حصين "الحديث" (غريبه) (١) الناصور بالصاد والسين عرق غبرٌ فى باطنه فساد كلما برئ أعلاه رجع غبرًا فاسدًا قاله الأزهرى (وفى لفظ للبخارى) "قال كانت بى بواسير" قلت البواسير جمع باسور بالباء الموحدة قيل هو ورم تدفعه الطبيعة الى كل موضع من البدن يقبل الرطوبة من المقعدة والأنثييت والأشفار وغير ذلك، فان كان فى المقعدة لم يكن حدوثه دون انفتاح أفواه العروق، وقد تبدل السين صادًا فيقال باصور، وقيل غير عربى قاله فى المصباح، قال العينى وهو فى عرف الأطباء نفاطات تحدت على نفس المقعدة ينزل منها كل وقت مادة اهـ (٢) أى عن صلاة الذى به علة،

<<  <  ج: ص:  >  >>