للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مثل نور الشمس، ثم يفتح له باب إلى الجنة فينظر إلى مقعده في الجنة بكرة وعشيا {فإذا توفى الله العبد الكافر} أرسل إليه ملكين وأرسل إليه بقطعة بجاد (أي كساء) أنتن من كل نتن وأخشن من كل خشن فقال (أي أحدهما) أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى جهنم وعذاب أليم ورب عليك ساخط؛ اخرجي فساء ما قدمت؛ فتخرج كأنتن جيفة وجدها أحدكم بأنفه قط، وعلى أرجاء السماء ملائكة يقولون سبحان الله، لقد جاء من الأرض جيفة ونسمة خبيثة لا يفتح له باب السماء، فيؤمر بجسده فيضيق عليه في القبر، ويملأ حيات مثل أعناق البخت تأكل لحمه فلا يدعن من عظامه شيئا، ثم يرسل عليه ملائكة صم عمى معهم فطاطيس (جمع فطيسة وهى المطزقة العظيمة) من حديد لا يبصرونه فيرحمونه، ولا يسمعون صوته فيرحمونه فيضربونه ويخبطونه ويفتح له باب من نار، فيمظر إلى مقعده من النار بكرة وعشية، يسأل الله أن يديم ذلك عليه فلا يصل إلى ما وراءه من النار أورده الهيثمي وقال رواه الطبراني في الكبير، ورجاله ثقات اهـ {قلت} وما ذكر في أحاديث الباب ليس كل ما رواه الأمام أحمد في سؤال الملكين، بل هناك أحاديث كثيرة في السؤال ستأتي في أبواب عذاب القبر، وإنما ذكرت حديثي أبى هريرة والبراء هنا لما فيهما من أمور تختص بالمحتضر ومصير الروح بعد خروجها {الأحكام} أحاديث الباب تدل على أن الصالح سواء أكان ذكرا أم أنثى إذا احتضر حضرته ملائكة الرحمة وبشرته بالجنة قبل قبض روحه، وتخرج روحه بسهولة وتصعد إلى الملأ الأعلى فتحوز القبول والرضا عند الله عز وجل، ثم ترجع إلى جسدها في القبر فيجيب على سؤال الملكين بأحسن جواب، ويوسع له في قبره ويفتح له باب إلى الجنة فيأتيه من ريحها وطيبها، وتكون روحه في عليين إلى يوم البعث {وفيها} أن الكافر سواء أكان ذكرًا أم أنثى؛ وكذلك المنافق والفاجر إذا احتضر رأى من العذاب ألوانًا ومن الإهانة أنواعا، سواء عند خروج روحه أم عند صعودها إلى السماء، فتغاق دونها السموات، وترجع إلى جسدها مزودة بالمقب والغضب واللعنات من رب البريات، فيسأله الملكان فلا يجيب، وحينئذ يذيقانه من أصناف العذاب ما يشيب لهوله الطفل الصغير، ويضيق عليه قبره، ويفرش له من النار، ويفتح له باب من جهنم وتكون روحه في سجين إلى يوم الدين (يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا) {ولا خلاف بين العلماء في ذلك} إلا في مسألة السؤال فقد زعم بعضهم أن السؤال إنما يقع على من يدعى الأيمان إن محقا وإن مبطلا {قال الحافظ} ومستندهم في ذلك ما رواه عبد الرزاق من طريق عبيد بن عمير أحد كبار التابعين، قال إنما يفتن رجلان مؤمن ومنافق، وأما الكافر فلا يسئل عن محمد ولا يعرفه، وهذا موقوف،

<<  <  ج: ص:  >  >>