للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نسمة المسلم طير تعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله عز وجل إلى جسده


فوجدت عليه أمة وجدا شديدا فكانت تأتى كل محتضر يعرف ابنها وتكلفه أن يقرأ عليه السلام، فكأن كعب بن مالك رضى الله عنه أنكر عليها هذا الوجد مع كون ابنها فى نعيم الجنة وممن رضى الله عنهم، قال تعالى {لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة} وهو منهم وذكَّرها بالحديث وكانت سمعته، فقالت له صدقت ولامت نفسها واستغفرت الله عز وجل على ما فرط منها رضى الله عنها، أما كونها كانت تكلف كل محتضر يعرفه بتبليغه السلام؛ فلما روى ابن أبى الدنيا قال حدثنى محمد بن عبد الله بن بزيع أخبرنا فضيل بن سليمان النميرى حدثنى يحيى بن عبد الرحمن بن أبة لبيبة عن جده. قال لما مات بشر بن البراء بن معرور وجسدت عليه أم بشر وجدا شديدًا فقالت يا رسول الله إنه لا يزال الهالك يهلك من بنى سلمة فهل تتعارف الموتى فأرسل إلى بشر بالسلام؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم. والذى نفسى بيده يا أم بشر إنهم ليتعارفون كما يتعارف الطير فى رءوس الشجر. فكان لا يهل هالك من بنى سلمة الا جاءته أم بشر فقالت يا فلان عليك السلام، فيقول وعليك، فتقول اقرأ على بشر السلام، وهذا الحديث ذكره البقاعى فى كتاب سر الروح مختصر كتاب الروح للحافظ ابن القيم جاء فيه أم بشر لا أم مبشر، قال أبو نعيم اختلف أصحاب اسحاق عن الزهرى عنه "يعنى عن عبد الرحمن بن كعب" فمنهم من قال أم بشر ومنهم من قال أم مبشر اهـ (قلت) لعل بشرا كان يقال له بشر ومبشر، وذلك نظائر فى الأسماء، ويستأنس لهذا بما فعله الحافظ فى الاصابة فانه ترجم بشرا فى حرف الباء، فقال ما ملخصه، بشر بن البراء بن معرور شهد العقبة مع أبيه، وشهد بدراً وما بعدها ومات بعد خبير من أكلة أكلها مع النبى صلى الله عليه وسلم من الشاة التى سم فيها وذكر أن النبى صلى الله عليه وسلم قال لبنى نضلة سيدكم الأبيض الجعد بشر بن البراء، وأتى بعدة طرق وشواهد لهذا الحديث، ثم قال فى حرف الميم (مبشر بن البراء بن معرور قال ابن الكلبى شهد بيعة الرضوان) ولم يزد الحافظ على ذلك، فلعله لاحظ أن مبشرا هو بشر المتقدم فاقتصر على الترجمة الأولى، ولهذا كان يقال لأمه أحيانا أم بشر وأحيانا أم بشر أو يكونا اثنين، ويرجح الأول ما رواه الأمام أحمد بسنده عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب ابن مالك عن أمه أن أم مبشر دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فى وجعه الذى قبض فيه فقالت بأبى أنت وأمى با رسول الله ما تتّهم بنفسك؟ فأنى لا أتهم إلا الطعام الذى أكل معك بخيبر وكان ابنها مات قبل النبى صلى الله عليه وسلم، فقال "وأنا لا أتهم غيره، هذا أو أن قطع أبهري"

<<  <  ج: ص:  >  >>