للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليعذَّب ببكاء الحيَّ (١) فقالت عائشة يغفر الله لأبي عبد الرَّحمن (٢) أما إنَّه لم يكذب، ولكنَّه نسي أو أخطأ، إنَّما مرَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم على يهوديَّة يبكى عليها، فقال إنَّهم ليبكون عليها وإنَّها لتعذَّب في قبرها

(٨٤) عن أبي عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم من نيح عليه فإنه يعذب بما نيح عليه (٣) يوم القيامة

(٨٥) عن أبي الرَّبيع قال كنت مع ابن عمر في جنازة فسمع صوت


عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصارية المدنية (١) الظاهر أنه مقابل الميت، قيل ويحتمل القبيلة، واللام فيه بدل من الضمير (أى حبه) أى قبيلته فيرافق رواية ابن أبى مليكة ببكاء لأهله وستأتى، وفى رواية لمسلم "من يبكى عليه يعذب" ولفظها أعم، وفيه أنه ليس خاصا بالكافر (٢) قالت ذلك عائشة رضى اله عنها وعبد الله بن عمر على قيد الحياة، ولا يتوهم منه أنها قالته بعد وفاته، لأن الدعاء بالمغفرة يكون للحى والميت، وقد توفيت السيدة عائشة قبل ابن عمر رضى الله عنهم، وكانت وفاتها فى ١٧ رمضان سنة ثمان وخمسين من الهجرة، وقد وافق اليوم والشهر الذى توفى فيه الأمان على بن أبى طالب رضى الله عنه حيت كانت وفاته فى رمضان ١٧ رمضان سنة أربعين، وكانت وفاة ابن عمر رضى الله عنهما فى رمضان أيضا سنة ثلاث وسبعين وعمره سبع وثمانون سنة رضى الله عنهم أجمعين، وقدّمت عائشة رضى الله عنها الدعاء لابن عمر دفعا لما يكره من نسبته الى النسيان أو الخطأ، وهذا من محاسن الآداب والأخلاق الكريمة (تخريجه) (ق. لك. نس. وغيرهم)
(٨٤) عن ابن عمر (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا وكيع عن سعيد ابن عبيد عن عبادة بن الوليد ابن عبادة عن ابن عمر - الحديث" (غريبه) (٣) أى بنظير ما يبيكه به أهله، لأن الأفعال التي يمدحونه به، وقيل معنى التعذيب توبيخ الملائكة له بما يندبه أهله به كما سيأتى فى حديث أبى موسى "إذا قالت النائحة وا عضداه وا ناصراه واكاسياه جبذ الميت، وقيل له أنت عضدها أنت ناصرها أنت كاسيها أو غير ذلك؛ والله أعلم (تخريجه) (ق. وغيرهما)
(٥٨) "عن أبى ربيع" هذا طرف من حديث تقدم بتمامه وسنده وشرحه وتخريجه

<<  <  ج: ص:  >  >>