للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله عز وجل رحماء بينهم (١)


فرقت عائشة وهى فى حجرتها بين بكاء أبى بكر وعمر، ولعل الواقع منهما كان مما لا يمكن دفعه ولا يقدر على كتمه ولم يبلغ الى الحد المنهى عنه، ولذلك لم ينكر عليهما النبى صلى الله عليه وسلم (١) أى يعطف بعضهم على بعض ويرق له، ولهذا غلبتهم الراِّفة والرحمة على هذا البكاء عند موت سعد رضى الله عنهم أجمعين (وفى الباب) عن ابن عمر رضى الله عنهما قال (اشتكى سعدين عبادة شكوى له فأتاه صلى الله عليه وسلم يعوده مع عبد الرحمن بن عوف وسعد ابن أبى وقاس وعبد الله بن مسعود، فلما دخل عليه وحده فى عشيّة (*) فقال قد مضى؟ فقالوا يا رسول الله، فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأى القوم بكاءه بكوا، قال ألا تسمعون ان الله لا يعذب بدمع العين ولا يحزن القلب ولكن يعذب بهذاأو أشار إلى لسانه، أو يرحم) رواه الشيخان والبيهقى (وعن عبد الله بن عتبة) قال لما مات عتبة بن مسعود بكى عبد الله ابن مسعود فقالوا له تبكى؟ قال نعم - أخى فى النسب وصاحبى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحب الناس إلىّ غلا ما كان من عمر بن الخطاب" رواه الطبرانى فى الكبير والأوسط بنحوه، وزاد "وما أحب مع ذلك انى كنت من قبله، لأن يموت فأحتسبه أحب إلىّ من أن أموت فيحتسبنى ورجاله ثقات (وعن عبد الله بن يزيد) قال رخص فى البكاء من غير نوح رواه الطبرانى فى الكبير وإسناده حسن (وعن عامر بن سعد) قال دخلت عريشا وفيه قرظة بن كعب وأبو مسعود الأنصارى قال فذكر حديثا لهما قالا فيه انه رخص لنا فى البكاء عند المصيبة من غير نوح - رواه الطبرانى فى الكبير ورجاله رجال الصحيح (وعن أم عياش) قالت جعلت أم سعد تقول، ويل أم سعد سعدًا صرامة وجدّا، فقال النبى صلى الله عليه وسلم لا تزيدين على هذا لا تزيدين على هذا، وكان والله ما علمت حازما فى أمر الله قويا فى أمر الله، رواه الطبرانى فى الكبير وفيه مسلم الملائى وهو ضعيف، ورواه أيضًا عن محمد بن اسحاق قالت أم سعد حين حمل نعشه وهى تبكيه ويل أن سعد سعدًا صرامة وجدَّا وسيدا سد به مسدا فقال النبى صلى الله عليه وسلم كل باكية تكذب الا باكية سعد بن معاذ (وعن أم سلمة) أنها قالت يا رسول الله ان نساء بنى مخزوم قد أقمن مأتهن على الوليد بن الوليد بن المغيرة فأذن لها فقالت وهى تبكيه أبكى الوليد بن المغيرة، أبكى الوليد بن الوليد أخا العشيرة - رواه

<<  <  ج: ص:  >  >>