للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١٠٢) عن عائشة رضي الله عنها أن سعد بن معاذ (١) لما مات حضره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر، قالت فوالذي نفس محمد بيده إني لأعرف بكاء عمر من بكاء أبي بكر وأنا في حجرتي (٢) وكانوا كما قال


ابن لفاطمة فبعث الى النبى صلى الله عليه وسلم فذكر نحو حديث الباب، وفيه مراجعة سعد بن عبادة فى البكاء فعلى هذا فالابن المذكور محسن بن على بن أبى طالب، وقد اتفق أهل العلم بالأخبار أنه مات صغيرًا فى حياة النبي صلى الله عليه وسلم فهذا أولى أن يفسر به الابن إن ثبت أن القصة كانت لصبى ولم يثبت أن المرسلة زينب، لكن الصواب فى حديث الباب أن المرسلة زينب، وأن الولد صبية كما ثبت فى مسند أحمد عن أبى معاوية بالسند المذكور (قلت: يعنى الطريق الثانية من حديث الباب فذكره) هذا ما قاله الحافظ ولا زال فى المسألة غموض، لأننا اذا اعملنا الرواية المصرح فيها بأمامة فقد أهملنا المصرح فيها بالابن وبالعكس، وكلتا الروايتين صحيحة ولا مرجح لاحداهما على الأخرى، فلم يبق الا الجمع بينهما بأن الواقعة تعددت وأن رواية الابن جاءت فى محسن بن فاطمة رضى الله عنها، ويؤيد ذلك ما رواه البزار عن أبى هريرة (كما أشار اليه الحافظ) قال ثقل ابن لفاطمة فأرسلت إلى النبى صلى الله عليه وسلم تدعوه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ارجع فان له ما أخذ وله ما أبقى وكل لأجل بمقدار، فلما احتضر بعثت اليه وقال لنا قوموا، فلما جلس جعل يقرأ "فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون) حتى قبض، فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سعد يا رسول الله أتبكي وتنهى عن البكاء؟ قال إنما هى رحمة وإنما يرحم الله من عباده الرحماء" أورده الهيثمى وقال رواه البزار وفيه إسماعيل بن موسى المكى وفيه كلام، وقد وثق اهـ. والله أعلم
(١٠١) (عن عائشة رضى الله عنها) هذا طرف من حديث طويل سيأتى بتمامه وسنده وتخريجه فى باب غزوة الخندق من كتاب السيرة النبوية ان شاء الله تعالى (غريبه) (١) هو أبو عمرو سعد بن معاذ الأنصارى الصحابى الأوسى الأشهلى المدنى سيد الأوس رضى الله عنه، وهو الذى قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم "اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ" رواه الأمام أحمد والشيخان وغيرهم عن جابر، وعنى اهتزاز العرش فرح الملائكة بقدومه لما رأوا من منزلته، ومناقبه كثيرة ستأتى فى ترجمته من كتاب مناقب الصحابة ان شاء الله تعالى - وأنشدوا.
وما اهتز عرش الله من موت هالك _ سمعنا به الا لسعد أبى عمرو
(٢) يستفاد من ذلك أنهما كانا يبكيان بصوت ولم يقتصرا على مجرد دمع العين، ولهذا

<<  <  ج: ص:  >  >>