للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء (١) (وعنه من طريق ثان) (٢) قال أني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بأميمة ابنة زينب ونفسها تقمقع كأنها في شن، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لله ما أخذ، ولله وما أعطى؛ وكل إلى أجل مسمى، فدمعت عينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقال له سعد بن عبادة يا رسول الله أتبكي؟ أو لم تنه عن البكاء؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إنما هي رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء (وعنه من طريق ثالث) (٣) قال أرسلت ابنة النبي (صلى الله عليه وسلم) إن أبي يقبض فأتنا فذكر الحديث بنحو ما تقدم


أي رحمة على المقبوض تبعق على التأمل فيما هو عليه، وليس كما توهمت من الجزع وقلة الصبر (١) جمع رحيم وهو من صيغ المبالغة (قال الحافظ) ومقتضاه أن رحمة الله تختص بمن اتصف بالرحمة وتحقق بها بخلاف من فيه أدنى رحمة، لكن ثبت فى حديث عبد الله بن عمرو عند أبى داود وغيره "الراحمون يرحمهم الرحمن" والراحمون جمع راحم فيدخل فيه كل من فيه أدنى رحمة اهـ (٢) (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا أبو معاوية ثنا عاصم عن أبى عثمان النهدى عن أسامة بن زيد قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم - الحديث" (٣) (وعنه من طريق ثالث) (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عبد الرازق أنا سفيان عن عاصم عن أبى عثمان النهدى عن أسامة بن زيد قال أرسلت الخ (٤) هكذا جاء فى هذا الطريق ان ابنى يقبض، وكذا عند البخارى من طريق عبد الله بن المبارك بسند حديث الباب بلفظ "أرسلت بنت النبى صلى الله عليه وسلم إليه أن ابنًا لى قبض فأتنا فأرسل يقرئ السلام ويقول "إن لله ما أخذ وله ما أعطى - الحديث" بنحو الطريق الأولى من حديث الباب (قال الحافظ) فى شرحه "قوله إن ابنا لى" قيل هو على بن أبى العاص بن الربيع وهو من زينب كذا كتب الدمياطي بخطه فى الحاشية، وفيه نظر لأنه لم يقع مسمى فى شئ من طرق هذا الحديث، وأيضا فقد ذكر الزبير بن بكار وغيره من أهل العلم بالأخبار أن عليا المذكور عاش حتى ناهز الحلم، وأن النبى صلى الله عليه وسلم أردفه على راحلته يوم فتح مكة، ومثل هذا لا يقال فى حقه صبى عرقا وإن جاز من حيث اللغة، ووجدت فى الأنساب للبلاذرى أن عبد الله بن عثمان بن عفان من رقية بنت النبى صلى الله عليه وسلم لما مات وضعه النبى صلى الله عليه وسلم فى حجره وقال إنما يرحم الله من عباده الرحماء، وفى مسند من حديث أبى هريرة قال ثقل

<<  <  ج: ص:  >  >>