للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسمى (١) فلتصبرو لتحتسب (٢) فأرسلت تقسم عليه (٣) فقام وقمنا فرفع الصبي إلى حجر أو في حجر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ونفسه تقمقع (٤) وفي القوم سعد بن عبادة وأبي أحسب (٥) ففاضت عينًا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال له سعد ما هذا يا رسول الله؟ (٦) قال إن هذه رحمة يضعها الله في قلوب من يشاء من


من استردت منه وديعة أو عارية (ومعنى ما أعطى) أن ما وهبه لكم ليس خارجا عن ملكه بل له التصرف فيه يفعل فيه ما يشاء سبحانه عز وجل (١) أى كل واحد من الأخذ والاعطاء عند الله مقدر بأجل مسمى أى معلوم، والأجل يطلق على الحد الأخير وعلى مجموع العمر ومعنى عنده فى علمه وإحاطته (٢) أي تنوع بصبرها طلب الثواب من ربها ليحسب لها ذلك من عملها الصالح (٣) وقع فى حديث عبد الرحمن بن عوف أنها راجعته مرتين وأنه إنما قام فى ثالث مرة، وكأنها ألحت عليه فى ذلك دفعا لما يظنه بعض أهل الجهل أنها ناقصة المكانة عنده، أو ألهمها الله تعلاى أن حضور نبيه عندها يدفع عنها ما هى فيه من الألم بكرة دعائه وحضوره فحقق الله ظنها، والظاهر أنه امتنع أولا مبالغة فى اظهار التسليم لربه، أو ليبين الجواز فى أن من دعى لمثل ذلك لم تجب عليه الأجابة بخلاف الوليمة مثلا أفاده الحافظ (٤) أى تتحرك وتضطرب، وفى الطريق الثانية "نقسها تقعقع كأنها فى شن ووقع عند البخارى "كأنها شن" قال الحافظ كذا فى هذه الرواية، وجزم بذلك فى رواية حماد ولفظه "ونقسه تقتع كأنها فى شن" والقعقعة حكاية بصوت الشئ اليابس اذا حرك والشن بفتح المعجمة وتشديد النون المقربة الخلقة اليابسة، وعلى الرواية الثانية "يعنى كأنها فى شن" شبه البدن بالجلد اليابس الخلق وحركة الروح فيها بما يطرح فى الجلد من حصاة ونحوها، وأما الرواية الأولى "يعنى كأنها شن" فكأنه شبه النفس بنفس الجلد وهو أبلغ فى الأشارة وذلك أظهر فى التشبيه اهـ (٥) أى أظن وهذا الظن راجع إلى أبىّ فقط، أما سعد فمحقق وجوده (والمعنى) وفى القوم سعد بن عبادة وأظن أبيا فى القوم أيضا؛ يدل على ذلك رواية أبى داود عن أسامة أيضا بلفظ "ان ابنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلت اليه وأنا معه وسعد وأحسب أبيا - الحديث" (ورواية البخارى) فقام سعد بن عبادة ومعاذ ابن جبل وأبى بن كعب وزيد بن ثابت ورجال الخ (وقوله ففاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم) أى نزل منهما الدمع (٦) أى ماذا أراه من فيضان عينيك بالدموع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ان هذه" أى الدمعة "رحمة" أى أثر رحمة (يضعها الله فى قلوب من يشاء من عباده)

<<  <  ج: ص:  >  >>