للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١٠١) عن أسامة بن زيد رضي الله تعالى عنهما قال أرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آل وصحبه وسلم بعض بناته (١) أن صبيًا لها أبنًا أو ابنة (٢) قد احتضرت فأشهدنا (٣)، قال فأرسل إليها يقرأ السلام (٤) ويقول إن لله ما أخذ وما أعطى (٥) وكل شيء عنده إلى أجل


(١٠١) عن أسامة بن زيد (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا محمد ابن جعفر ثنا شعبة عن عاصم الأحول قال سمعت أبا عثمان يحدث عن أسامة بن زيد - الحديث" (غريبه) (١) هى زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يستفاد ذلك من الطريق الثانية (٢) شك الراوى وقد جاء صريحا فى الطريق الثانية بغير شك أنها أميمة بنت زينب بنت النبى صلى الله عليه وسلم والمراد بأميمة بالتصغير أمامة بنت أبى العاص، ويؤيده ما رواه الطبرانى فى ترجمة عبد الرحمن بن عوف فى المعجم الكبير من طريق الوليد بن ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جده قال استعز بأمامة بنت أبى العاص فبعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم اليه تقول له فذكر نحو حديث أسامة (وقوله فى هذه الرواية استعز بضم المثناة وكسر المهملة وتشديد الزاى أى اشتد بها المرض وأشرفت على الموت) فالمراد بقوله فى حديث الباب "قد احتضرت أى قاربت الاحتضار من شدة وطأة المرض، وليس المراد أنها احتضرت بالفعل، لأن أهل العلم بالأخبار والنسب اتفقوا على أن أمامة بنت أبى العاص من زينب بنت النبى صلى الله عليه وسلم عاشت بعد النبى صلى الله عليه وسلم حتى تزوجها على بن أبى طالب بعد وفاة فاطمة، ثم عاشت عند على حتى قتل عنها (قال الحافظ) الذي يظر أن الله تعالى أكرم نبيه عليه الصلاة والسلام لما سلَّم لأمر ربه وصبَّر ابنته ولم يملك مع ذلك عينيه من الرحمة والشفقة بأن عافى الله ابنه ابنته فى ذلك الوقت فخلصت من تلك الشدة وعاشت تلك المدة، وهذا ينبغى أن يذكر فى دلائل النبوة والله المستعان (٣) أى أحضر عندنا (٤) لفظ البخارى فأرسل يقرئ السلام بضم الياء (قال العينى) وروى بفتحها، قال ابن التين: ولا وجه له إلا أن يريد يقرأ عليك، وذكر الزمخشرى عن الفراء يقال قرأت عليه السلام واقرأته السلام (وقال الأصكعى) لا يقال اقرأته (وقال الزمخشرى) والعامة تقول قريت السلام بغير همز وهو خطأ اهـ (٥) رواية الشيخين إن لله ما أخذوله ما أعطى (وللأمام أحمد) فى الطريق الثانية "لله ما أخذ ولله ما أعطى" ومعناه الحث على الصبر والتسليم لقضاء الله تعالى وتقديره، وأن هذا الذى أخذ منكم كان له لا لكم، فلم يأخذ الا ما هو له، فينبغى أن لا تجزعوا كما لا يجزع

<<  <  ج: ص:  >  >>