للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى بعض بناته (١) وهي في السوق (٢) فأخذها ووضعها في حجره حتى قبضت فدمعت عيناه فبكت أم أيمن (٣) فقيل لها أتبكين عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالت ألا أبكى ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) يبكي، قال إني لم أبك (٤) وهذه رحمة، إن المؤمن تخرج نفسه من بين جنبيه وهو يحمد الله عز وجل (٥) (وفي لفظ) إن المؤمن بكل خير على كل حال، إن نفسه تخرج من بين جنبيه وهو يحمد الله عز وجل


قال ثنا أبو إسحاق عن عطاء بن السائبي عن عكرمة عن ابن عباس - الحديث" (غريبه) (١) الظاهر أنها بعض بنات بناته صلى الله عليه وسلم فنسبت اليه ولم يسمها الراوى، ولم أقف على من ذكر اسمها أو تكلم فى شأنها من شراح الحديث، وإنما قلت بعض بنات بناته صلى الله عليه وسلم لأن بناته صلى الله عليه وسلم كلهن توفين وهن متزوجات فلا بد من هذا التأويل والله أعلم (٢) أى فى النزع كأن روحها تساق لتخرج من بدنها ويقال له السياق أيا، وأصله سواق فقلبت الواو ياء لكسرة العين وهما مصدران من ساق يسوق "ومنه الحديث" حضرنا عمرو بن العاص وهو فى سياق الموت "نه" (٣) قال الحافظ فى الاصابة؛ أخرج البخارى فى تاريخه ومسلم وابن السكن من طريق الزهرى قال كان من شأن أم أيمن أنها كانت وصيفة لعبد الله بن عبد المطلب والد النبى صلى الله عليه وسلم كانت من الحبشة، فلما ولدت آمنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما توفى أبوه كانت أم أيمن تحضنه حتى كبر، ثم أنكحها زيد بن حارثة، وقال ابن أبى حيثمة حدّثنا سليمان بن أبى الشيخ قال أم أيمن اسمها بركة، وكانت لأم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أم أيمن أنى بعد أمى اهـ (قال الواقدى) ماتت أم أيمن فى خلافة عثمان (وقال ابن منده) ماتت بعد بعشرين يوما؛ وستأتى ترجمتها فى قسم النساء من كتاب مناقب الصحابة رضى الله عنهم أجمعين (٤) أى لم أبك بكاء مصحوبا بصوت أو سخط (وهذه) أى الدموع التى ترينها متى نشأت عن رحمة ورقة فى القلب أودعها الله عباده المؤمنين، فيستفاد من هذا أن البكاء بلا صوت جائز شرعا، فان كان بصوت فلا يجوز؛ والظاهر أن أم أيمن كانت تبكى بصوت وان لم يبلغ درجة النياحة، ولذا قال النبى صلى الله عليه وسلم إنى لم أبك أى كبكائك ففرق بين بكائه وبكائها فلا يؤخذ حكم أحدهما من الآخر والله أعلم (٥) أى لأن الله تعالى يطلعه على منزلته فى الجنة فيحمد الله على ذلك، نسأله سبحانه وتعالى اصلاح الحال وحسن المآل آمين (تخريجه) (نس. بز) وسنده جيد

<<  <  ج: ص:  >  >>