للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-٣١ -

يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين

-----

خير تحب أن ترجع غليكم إلا المقتول (وفي لفظ القتيل) في سبيل الله فإنه يحب أن يرجع فيقتل مرة أخرى (عن أبي هريرة) رضي الله عنه قال ذكر الشهيد عند النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تجف الأرض من دم الشهيد حتى يبتدره زوجتان كأنهما ظئران أظلتا أو أضلتا فصيليهما ببراح من الأرض: يبد كل واحدة منهما حلة خير من الدنيا وما فيها (باب ما جاء فيمن استشهد في سبيل الله عز وجل وعليه دين) (عن أبي هريرة) رضي الله عنه قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس فذكر الأيمان بالله والجهاد في سبيل الله من أفضل الأعمال عند الله، قال فقام رجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت أن قتلت في سبيل الله وأنا صابر محتسب مقبل غير مدبر كفر الله عني خطاياي؟ قال نعم، قال كيف قلت؟ قال فرد عليه القول كما قال، قال نعم، قال فكيف قلت؟ قال فرد عليه القول أيضا يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله صارا محتسبا مقبلا غير مدبر كفر الله عني الخطايا؟ قاتل نعم إلا الدين قال فإن جبريل عليه السلام سار بي بذلك (عن عبد الله بن أبي قتادة) أن أباه كان يحدث أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أرأيت عن قلت في سبيل الله مقبلا غير مدبر كفر الله خطاياي؟ فقال رسول

الله (ص إن قلت في سبيل الله مقبلا غير مدبر كفر الله عنك خطاياك إلا الدين: كذلك


رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما على الأرض الخ (تخريجه) (نس) ورجاله من رجال الصحيحين وأخرجه أيضا (طب) بزيادة لما يرى من ثواب الله له (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي محمد بن عدى عن هلال بن أبي شهر بن حوشب عن أبي هريرة الخ (غريبة) الظئر بكسر الظاء المرضعة غير ولدها، ويقع على الذكر والأنثى (وقوله أظلتا أو أضلتا أو الشك من الراوي يشك هل اللفظ أظلنا بالظاء المعجمة أو بالضاد المعجمة فعلى الأول معناه أن زوجتيه من الحور العين يبتدرانه ويجنوان عليه ويظلانه كما تحنو الناقة المرضع على فصيلها أي ولدها (وعلى الثاني) معناه أن النبي صلى الله عليه وسلم شبه بدارهما إليه باللهفة والحثو والشوق كبدار الناقة المرضع إلى فصيلها الذي أضلته أي غاب عنها، ويؤيد الأخير قوله ببراح من الأرض (والبراح) بفتح الموحدة وبالحاء المهملة هي الأرض المتسعة لا زرع فيها ولا شجر (تخريجه) (جه) وفي إسناد هلال بن أبي زينب مجهول (باب) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن بكر ثنا عبد الحميد بن جعفر الأنصاري أخبرني عياض بن عبد الله بن أبي سرح عن أبي هريرة الخ (غريبة) لعل الجواب منه صلى الله عليه وسلم بقوله نعم في المرة الأولى والثانية من غير استثناء كان بالاجتهاد: ثم لمل أخبره جبريل بما أخبر استعاد النبي صلى الله عليه وسلم من السائل سؤال ثم أخبره بأن استثناء الدين ليس هو من جهته، وإنما هو بأمر الله عز وجل على لسان جبريل عليه السلام (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد بن هارون أنا يحيى بن سعيد أن سعيد بن أبي سعيد المقبري أخبره أن عبد الله

<<  <  ج: ص:  >  >>