للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-٤٥ -

وجوب طاعة الجيش لأميرهم إلا في معصية الله عز وجل

-----

(وفي لفظ) فقال (يعني النبي صلى الله عليه وسلم) للذين أرادوا أن يدخلوها لو دخلتموها لم تزالوا فيها إلى يوم القيامة: وقال الآخرين قولا حسنا، وقال لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف (وفي لفظ) لا طاعة لبشر في معصية الله (عن أبي سعيد الخدري) رضي الله عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علقمة بن مجزز رضي الله عنه على بعث أنا فيهم حتى انتهينا إلى رأس غزاتنا أو كنا ببعض أذن لطائفة من الجيش وأمر عليهم عبد الله بن حذافة بن قيس السهمي وكان من أصحاب بدر، وكانت فيه دعابة يعني مزاحا، وكنت ممن رجع معه فنزلنا ببعض الطريق، قال وأوقد القوم نارا ليصنعوا عليها صنيعا لهم أو يصطلحون، قال فقال لهم أليس لي عليكم السمع والطاعة؟ قالوا بلى، قال أعزم عليكم بحقي وطاعتي لما توثبتم في هذه النار، فقام ناس فتحجزوا حتى إذا ظن أنهم واثبون قال احبسوا أنفسكم، فإنما كنت أضحك معكم فكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم بعد أن قدموا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم من أمركم منهم بمعصية فلا تطيعوه (عن بشير بن عاصم الليثي) عن عقبة بن مالك رضي الله عنه وكان من رهطه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فسلحت رجلا سيفا، قال فلما رجع قال ما رأيت مثل مالا منا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أعجزتم إذ بعثت رجلا فلم يمض لأمري أن تجعلوا مكانه من يمضي لأمري


إيمان أي فيما يقره الشرع (تخريجه) (ق د نس) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد أنا محمد بن عمرو عن عمرو بن الحكم بن ثوبان أن أبا سعيد قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) هو بجيم وزايين الأولى مشددة مكسورة بفتح الهمزة وتشديد الميم مفتوحة من التأمير أي كطعام ونحوه (وقوله أو يصطلحون) أي يتقون البرد بالنار يقال احتجز الرجل بازاره شده في وسطه، وإنما فعلوا ذلك استعدادا للوثوب في النار هذا تقييد لما أطلق في الأحاديث المطلقة القاضية بطاعة أولى الأمر على العموم: القاضية بالصبر على ما يقع من الأمير مما يكره والوعيد على مفارقة الجماعة (تخريجه) (جه ك بز حب) وصححاه (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الصمد ثنا سليمان بن المغيرة القيسي قال حدثنا حميد بن هلال قال حدثني بشير بن عاصم الليثي عن عقبة بن مالك الخ أي من قومه والمعنى أن عقبة بن مالك كان من قوم بشير بن عاصم بفتح اللام مشددة وسكون الحاء المهملة وضم تاء الفاعل كذا جاء مضبوطا في النهاية، قال في حديث عقبة بن مالك بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سيرية فسلحت رجلا منهم سيفا أي جعلته سلاحه: والسلاح ما أعددته للحرب من آلة الحديد مما يقاتل به: والسيف وجده يسمى سلاحا يقال سلحته (بفتح اللام مخففة) أسلحته بفتح اللام أيضا إذا عطيته سلاحا وإن شدد فللتكثير، وتسلح إذا لبس السلاح اهـ جاء عند الحاكم فلما رجعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لامنا (من اللوم) وقال أعجزتم الخ: وفي هذا الحديث غموض يحتاج إلى بيان ولم قف على من شرحه، وهذا الحديث بنصه في سنن أبي داود ولم يتعرض له الخطابي ولا المنذري

<<  <  ج: ص:  >  >>