للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-٤٤ -

وجوب طاعة الأمير إلا في معصية الله عز وجل

-----

رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسيرة له إنا مدجلون فلا بد لجن مصعب ولا مضعف فأدلج رجل على ناقة صعبة فسقط فاندلقت فخذه فمات فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة عليه ثم أمر مناديا ينادي في الناس، إن الجنة لا تحل لعاص ثلاث مرات (عن أبي ثعلبة الخشنى) رضي الله عنه قال كان الناس إذا نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا فعسكر تفرقوا عنه في الشعاب والأودية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما ذلكم الشيطان، قال فكانوا بعد ذلك إذا نزلوا منزلا انضم بعضهم إلى بعض حتى أنك لتقول لو بسطت عليهم كساء لعمهم أو نحو ذلك (عن على رضي الله عنه قال) بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية واستعمل عليهم رجلا من الأنصار، قال فلما خرجوا قال وجد عليهم في شيء فقال أليس قد أمركم، رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تطيعوني؟ قال قلوا بلى، قال فقال اجمعوا حطبا ثم عاد بنار فأضرمها فيه ثم قال عزمت عليكم لتدخلنها قال فهم القوم أن يدخلوها: فال فقال لهم شاب منهم إنما فررتم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النار فلا تعجلوا حتى تلقوا النبي صلى الله عليه وسلم فإن أمركم أن تدخلوها فادخلوا: قال فرجعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه، فقال لهم لو دخلتموها ما خرجتم منها أبدا إنما الطاعة في المعروف


ابن عيسى وأبو اليمان، وهذا حديث إسحاق قالا ثنا إسماعيل بن عياش عن راشد بن داود الأملوكي عن أبلي أسماء الرحي عن ثوبان الخ (غريبة) من أدلج إدلاجا مثل أكرم إكراما سار الليل كله فهو مدلج، فإن خرج آخر الليل فقد أدلج بالتشديد (وقوله مصعب ولا مضعف) بضم الميم وكسر العين فيهما المصعب هو من كان بعيره صعبا غير منقاد ولا ذلول، يقال أصعب الرجل فهو مصعب والمضعف من كانت دابته الظاهر أنه صلى الله عليه وسلم لم يصل عليه لكونه مات لمخالفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم (تخريجه) (ك) وصححه وأقره الذهبي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا على بن بحر قال ثنا الوليد بن مسلم ثنا عبد الله يعني ابن (العلاء بن زبير) أنه سمع مسلم بن مشكم (بوزن منبر) يقول ثنا أبو ثعلبة الخشني (بضم الخاء وفتح المعجمة) الخ (غريبة) لفظ (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم) سقط من الأصل وهو ثابت عند الحاكم وأبي داود فأثبته هنا، لأن الكلام لا يستقيم بدونه (تخريجه) (د ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي الخ (غريبة) جاء في بعض الروايات عند غير الإمام أحمد زيادة (وأمرهم أن يسمعوا له ويطيعوا فعصوه في شيء) قيل إنه لم يقصد النار حقيقة، وإنما أشار بذلك إلى أن طاعة الأمير واجبة، ومن ترك الواجب دخل النار، فإذا شق عليكم دخول هذه النار فكيف بالنار الكبرى، وكان في قصده أنه لو رأى منهم الجد في دخولها لمنعم قال الداودي يرد تلك النار لأنهم يموتون بتحريقها فلا يخرجون منها أحياء، قال وليس المراد بالنار نار جهنم ولا أنهم يخلدون فيها، لأنه قد يثبت في حديث الشفاعة أنه يخرج من النار من كان في قلبه مثقال حبة من

<<  <  ج: ص:  >  >>