للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-٤٧ -

الدعوة إلى الإسلام قبل القتال ووصية الإمام لأمير الجيش

-----

أجابوك فاقبل منهم، ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين وأعلمهم إن هم فعلوا ذلك أن لهم ما للمهاجرين وأن عليهم ما على المهاجرين، فإن أبوا واختاروا دارهم فاعلموا أنهم يكونون كالأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين، ولا يكون لهم في الفيء والغنيمة نصيب إلا أن يجاهدوا مع المسلمين، فإن هم أبوا فادعهم إلى إعطاء الجزية: فإن أجابوا فأقبل منهم وكف عنهم، فإن أبوا فاستعن الله ثم قاتلهم (وعنه من طريق ثان بنحوه) وزاد وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيك فلا تجعل لهم ذمة الله ولا ذمة نبيه ولكن أجعل لهم ذمتك أبيك وذمم أصحابك، فإنكم إن تخفروا ذممكم وذمم آبائكم أهون من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله، وان حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله فلا تنزلهم على حكم الله ولكن أنزلهم على حكمك فإنك لا تدري حكم الله فيهم أم لا، قال عبد الرحمن هذا أو نحوه (عن أبي البختري) قال حاصر سليمان الفارسي قصرا من قصور فارس فقال له أصحابه يا أبا عبد الله ألا تنهد إليهم؟ قال لا حتى أدعوهم كما كان يدعوهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فأتاهم فكلمهم، قال أنا رجل فارسي وأنا منكم والعرب يطيعوني فاختاروا إحدى ثلاث: أما أن تسلموا وإما أن تعطوا الجزية عن يد وأنتم صاغرون، وإما إن ننابذكم فنقاتلكم، قالوا لا نسلم ولا نعطي الجزية ولكنا ننابذكم، فرجع سليمان إلى أصحابه فقالوا ألا تنهد إليهم؟ قال لا، فدعاهم ثلاثة أيام فلم يقبلوا فقاتلهم ففتحها (وعنه من طريق ثان) أن سلمان الفارسي حاصر قصرا من قصور


الوفاء (ولا تقتلوا وليدا) يعني صبيا لم يبلغ الحلم فيه ترغيب الكفار بعد إجابتهم وإسلامهم إلى الهجرة إلى ديار المسلمين لأن الوقوف بالبادية ربما كان سببا لعدم معرفة الشريعة لقلة من فيها من أهل العلم (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرحمن ثنا سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه بنحو الحديث المتقدم وزاد وإذا حاصرت أهل حصن الخ الذمة هنا معناها عقد الصلح والمهادنة: وإنما نهى عن ذلك لئلا ينقض الذمة من لا يعرف حقها، وينتهك حرمتها بعض من لا تمييز له من الجيش فيكون ذلك أشد، لأن نقض ذمة الله ورسوله اشد من نقض ذمة أمير الجيش أو ذمة جميع الجيش وإن كان نقض الكل محرما بضم التاء الفوقية وبعدها خاء معجمة ثم فاء مكسورة وراء يقال اخفرت الرجل إذا انقضت عهده: وخفرت بمعنى أمنته وحميته عبد الرحمن هو الذي روى عنه الامام أحمد هذا الطريق من حيث الباب، وروى الطريق الأولى عن وكيع وما عداهما سند الطريقين وأحد (تخريجه) (م مذ جه) وللبزار مثله من حديث ابن عباس (سنده حدثنا عبد الله أبي ثنا على ابن عاصم عن عطاء بن السائب عن أبي البختري الخ (غريبة) هو بمعنى تنهض وزنا ومعنى، قال في النهاية نهد القوم إلى عدوهم أي إذا صمدوا له وشرعوا في قتاله: ومنه حديث ابن عمر أنه دخل المسجد فنهد الناس يسألونه أي نهضوا (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان ثنا حماد

<<  <  ج: ص:  >  >>