للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-٢٢١ -

ذكر شيء من صلح الحديبية

-----

صلى الله عليه وسلم المشركين يوم الحديبية على ثلاث، من أتاهم من عند النبي صلى الله عليه وسلم لن يردوه، ومن أتى إلينا منهم ردوه إليهم، وعلى أن يجيء النبي صلى الله عليه وسلم من العام المقبل وأصحابه فيدخلون مكة معتمرين فلا يقيمون إلا ثلاثا ولا يدخلون إلا بجلبان السلاح السيف والقوس ونحوه (عن أنس بن مالك) رضي الله عنه أن قريشا صالحوا النبي صلى الله عليه وسلم فيهم سهيل بن عمرو فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي أكتب بسم الله الرحمن الرحيم، فقال سهيل أما بسم الله الرحمن الرحيم فلا ندري ما بسم الله الرحمن الرحيم، ولكن أكتب ما نعرفه باسمك اللهم، فقال أكتب من محمد رسول الله، قالوا لو علمنا أنك رسول الله لا تبعناك ولكن أكتب باسمك واسم أبيه، فقال النبي أكتب من محمد بن عبد الله واشترطوا على النبي صلى الله عليه وسلم أن من جاء منكم لم نرده عليكم/ ومن جاء منا رددتموه علينا، فقال يا رسول الله أنكتب هذا؟ قال نعم إنه من ذهب منا إليكم فأبعده الله (عن ذي مخمر) رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول سيصالحكم الروم صلحا آمنا ثم تغزون أنتم وهم عدوا فتنصرون وتسلمون


المتاركة أي أن يدع كل واحد من الفريقين ما هو فيه إنما قبل النبي صلى الله عليه وسلم هذه الشروط التي ظاهرها غبن المسلمين لأن الله عز وجل أطلعه أن فيها مصلحة وإن الله ناصره لا محالة، ولذلك لما عارض عمر كما في حديث المسور ومروان (وسيأتي إن شاء الله تعالى في صلح الحديبية) قال له النبي صلى الله عليه وسلم يا ابن الخطاب إني رسول الله ولن يضيعني الله عز وجل (تخريجه) (ق. وغيرهما) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان ثنا حماد عن ثابت عن أنس بن مالك الخ (غريبة) قال العلماء وافقهم النبي صلى الله عليه وسلم في ترك كتابة بسم الله الرحمن الرحيم وأنه كتب باسمك اللهم، وكذا وافقهم في محمد بن عبد الله وترك كتابة رسول الله، وكذا وافقهم في رد من جاء منهم ألينا دون من ذهب منا إليهم، وإنما وافقهم في هذه الأمور المصلحة الحاصلة بالصلح، علم ذلك صلى الله عليه وسلم بطريق الوحي كما تقدم، وجاء في حديث طويل عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم عن الإمام أحمد أيضا وسيأتي بطوله في صلح الحديبية أن سهيل بن عمرة قال أكتب هذا ما أصطلح عليه محمد بن عبد الله وسهيل بن عمرو وعلي وضع الحرب عشر سنين يأمن فيها الناس ويكف بعضهم عن بعض، على أنه من أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير إذن وليه رده إليهم، ومن أتى قريشا ممن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يرده عليه الخ بين النبي صلى الله عليه وسلم الحكمة في ذلك فقال من ذهب منا إليهم فأبعده الله أي لأنه لا خير فيه، زاد مسلم (ومن جاءنا منهم سيجعل الله له فرجا ومخرجا: ثم كان كما قال صلى الله عليه وسلم فجعل الله الذين جاءوا للنبي صلى الله عليه وسلم وردهم إليهم فرجا ومخرجا، وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم (تخريجه) (ق. وغيرهما) بوزن منبر (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا روح ثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية عن خالد بن معدان عن ذي مخمر الخ (غريبة) أي ذا أمكن فالصيغة للنسبة، أو جعل آمنا على النسبة المجازية (وقوله ثم تغزون أنتم

<<  <  ج: ص:  >  >>