للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-١٢٦ -

جواز أخذ الرهان على السياق المشروع

-----

ثم قلنا لو أتينا إلى أنس بن مالك رضي الله عنه فسألناه هل كنتم تراهنون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فأتياه فسألناه فقال نعم، لقد راهن على فرس له يقال له سبحة فسبق الناس فهش لذلك وأعجبه (عن أنس بن مالك) رضي الله عنه أن العضباء كانت لا تسبق فجاء أعرابي على قعود له فسابقها فسبقها الأعرابي فكأن ذلك اشتد على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن حقا على الله عز وجل أن لا يرفع شيئا من هذه الدنيال إلا وضعه (عن أبي هريرة) رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أدخل فرسا بين فرسين وهو لا يأمن أن يسبق فلا بأس به، ومن أدخل فرسا بين فرسين قد أمن أن يسبق فهو قمار (عن ابن عمر) رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا جلب


جاء في رواية الدارمي أكان رسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يراهن؟ قال نعم: الحديث بفتح المهملة وسكون الموحدة بعدها حاء مهملة، هو من قولهم فرس سباح إذا كان حسن مد اليدين في الجري (وقوله فهش) بهاء ثم شين معجمه أي تبتسم وارتاح لذلكـ، يقال هش الرجل هشاشة إذا تبسم وارتاح من بابي تعب وضرب (تخريجه) (مى قط هق) وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني في الأوسط ورجال أحمد ثقات (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان ثنا حماد قال أنا ثابت عن أنس الخ (غريبة) هو اسم ناقة كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو علم لها منقول من قولهم ناقة عضباء أي مشقوقة الأذن ولم تكن مشقوقة الأذن، وقيل كانت مشقوقة والأول أكثر، وقال الزمخشري هو منقول من قولهم ناقة عضباء وهي القصيرة اليد بفتح القاف وهو ما استحق الركوب من الإبل: وقال الجوهري هو البكر حتى يركب وأقل ذلك أن يكون ابن سنتين إلى أن يدخل في السادسة يسمى جملا فيه التزهيد في الدنيا للإشارة إلى أن كل شيء منها لا يرتفع إلا اتضع: وفيه حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم وتواضعه: وفيه جواز المسابقة على الإبل كالخيل (تخريجه) (خ نس وغيرهما) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد أنا سفيان بن حسين عن الزهري عن سعيد ابن المسيب عن أبي هريرة الخ (غريبة) معناه أن أدخل فرسا بين فرسين يريد المسابقة معهما وكانت هذه المسابقة على رهان أي جعل من صاحبي الفرسين المذكورين ويحتمل أن يكون سابقا أو مسبوقا (فلا بأس به) أي لا بأس بالدخول وأخذ الرهان إن سبق فرسه أي إذا علم أن فرسه سابق غير مسبوق لمزية يعرفها فيه (فهو قمار) أي لا يجوز له أخذ الرهان لأنه قمار (تخريجه) (د جه ك هق) وصححه الحاكم وابن حزم (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا قراد أبو نوح أنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر الخ (غريبة) الجلب محرك جمع جلبة وهي الأصوات وأجلب عليه صاح به واستحثه والمراد به في سباق الخيل أن يأتي برجل يجلب على فرسه أي

<<  <  ج: ص:  >  >>