للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[قصة عكاف وقوله صلى الله عليه وسلم ان سنتنا النكاح شراركم عزابكم]-

ابن عباس تزوج فان خيرنا كان أكثرنا نساء صلى الله عليه وسلم (عن أنس بن مالك) (١) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حبب إلىّ (٢) من الدنيا النساء (٣) والطيب (٤) وجعل قرة عينى فى الصلاة (٥) (عن أبى ذر) (٦) قال دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يقال له عكاف (٧) بن بشر التميمى فقال له النبى صلى الله عليه وسلم يا عكاف هل لك من زوجة؟ قال لا ولا جارية، قال ولا جارية؟ قال وانت موسر بخير؟ قال وانا موسر بخير، قال انت اذا من اخوان الشياطين (٨) لو كنت فى النصارى كنت من رهبانهم (٩) إن سنتنا النكاح، شراركم عزابكم واراذل موتاكم عزابكم أبالشيطان تمرسون (١٠) ما للشيطان من سلاح ابلغ فى الصالحين من النساء الا المتزوجون (١١) أولئك المطهرون


بن مصقلة بن رقبة عن طلحة الأيامى عن سعيد بن جبيرة قال قال لى ابن عباس الخ (تخريجه) (خ) وأخرجه أيضا الحاكم فى المستدرك وفيه (فان خير هذه الامة أمة محمد صلى الله عليه وسلم أكثرها نساء ومهما فى صلبك مستودع فانه سيخرج قبل يوم القيامة) وصححه الحاكم وأقره الذهبى، وهو موقوف على ابن عباس (١) (سنده) حدّثنا أبو سعيد مولى بنى هاشم ثنا سلام أبو المنذر القارى ثنا ثابت عن أنس الخ (غريبه) (٢) مبنى للمفعول (٣) أى الاكثار منهن لنقل ما خفى من الشريعة مما يستحيا من ذكره من الرجال، ولاجل كثرة سواد المسلمين ومباهاته بهم يوم القيامة (٤) أى لانه حظ الملائكة الكرام (٥) أى الصلاة المعلومة ذات الركوع والسجود وخصها بكونها قرة عينه لكونها محل المناجاة، وقدم النساء للاهتمام بنشر الأحكام وتكثير سواد الاسلام، واردفه بالطيب لأنه كالقوت للملائكة الكرام، وأفرد الصلاة بما يميزها عنهما بحسب المعنى، إذ ليس فيها تقاضى شهوة نفسانية كما فيهما: وأضافتها إلى الدنيا من حيث كونها ظرفا للوقوع وقرة عينه فيها بمناجاة ربه، ومن ثم خصها دون بقية أركان الدنيا (تخريجه) (نس هق طب ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبى وقال الحافظ العراقى إسناده جيد، وحسنه الحافظ وغيره وهذه الرواية هى المحفوظة عند المحدثين لكن اشتهر على الألسنة بلفظ (حبب إلىّ من دنياكم ثلاث النساء الخ) وقد أنكر الحفاظ لفظ ثلاث وقالوا من رواه بلفظ ثلاث فقدوهم والله أعلم. (٦) (سنده) حدّثنا عبد الرزاق ثنا محمد بن راشد عن مكحول عن رجل عن أبى ذر الخ (قلت) قوله عن رجل الظاهر أن هذا الرجل هو غضيف بالضاد المعجمة مصغرا ابن الحارث فقد رواه عبد الرزاق فى جامعه عن محمد ابن راشد عن مكحول عن غضيف بن الحارث عن أبى ذر فذكر الحديث (غريبه) (٧) بفتح المهملة وتشديد الكاف، قال الحافظ فى الاصابة عكاف بن وداعه الهلالى ويقال عكاف بن بشر التميمى اهـ (قلت) جاء عند الطبرانى وأبو يعلى وابن منده (عكاف بن وداعه الهلالى) وجاء عند عبد الرازق والامام احمد عكاف بن بشر التميمى (٨) أى على طريقتهم (٩) جمع راهب والراهب عابد النصارى ومعناه أن الرهبانية وهى عدم الزواج من سنة النصارى، أما المسلمون فسننهم الزواج وأنت من المسلمين فعليك بسننهم (١٠) بفتح التاء الفوقية وسكون الميم وضم الراء من الممارسه ولها معان، منها ملاعبة النساء ومن ذلك حديث على رضى الله عنه (زعم أنى كنت اعافس وأمارس) أى ألاعب النساء، وعلى هذا فالمعنى باغراء الشيطان ووسوسته تريد أن تلاعب النساء الأجنبيات ولا تتزوج (١١) معناه ان الشيطان اذا عجز بنفسه عن افساد رجل صالح اعزب سلط عليه امرأة فتكون سلاحا ماضيا للشيطان فى تنفيذ غرضه بذلك الرجل

<<  <  ج: ص:  >  >>