للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[الترغيب فى تزويج ذى الدين والخلق الحسن وان كان فقيرا]-

قتل أبي يوم أحد وترك سبع بنات وكرهت أن أجمع إليهن خرقاء (١) مثلهن ولكن امرأة تمشطهن (٢) وتقيم عليهن، قال أصبت (٣) (وعنه من طريق ثالث (٤) بنحوه وفيه) قال لكم أنماط؟ (٥) قلت يا رسول الله وأنى (٦) فقال خف (٧) أما إنها ستكون لكم أنماط، فأنا اليوم أقول لامرأتى نحى عن أنماطك (٨) فتقول نعم ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها ستكون لكم أنماط فأتركها؟ (٩) (باب الترغيب فى التزويج من ذى الدين والخلق المرضى وإن كان فقيرا أو دميم الخلقة) (عن ثابت البنانى عن أنس) (١٠) قال خطب النبى صلى الله عليه وسلم على جليبيب (١١) امرأة من الأنصار إلى أبيها فقال حتى استأمر أمها، فقال النبى صلى الله عليه وسلم فنعم إذا، فانطلق الرجل إلى امرأته فذكر ذلك لها فقالت لا هاالله (١٢) إذا ما وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا جليبيا وقد منعناها من فلان وفلان


وفيه إشارة الى مص لسانها ورشف شفتيها وذلك يقع عند الملاعبة والتقبيل وليس هو ببعيد كما قال القرطبى اهـ (١) بفتح الخاء المعجمة وسكون الراء بعدها قاف هى التى لا تعمل بيدها شيئا، وهى تأنيث الأخرق وهو الجاهل بمصلحة نفسه وغيره (٢) بضم الشين المعجمة وكسرها من بابي قتل وضرب أى تسرح شعرهن، يقال مشطت الشعر مشطا سرحته والتثقيل مبالغة وامتشطت المرأة مشطت شعرها (وتقيم عليهن) اى بالخدمة والتأديب (٣) فيه استحباب نكاح الثيب ان كان لمصلحة كما فعل جابر، ولذلك قال له النبى صلى الله عليه وسلم أصبت، وقال فى الطريق الاولى (نعم ما رأيت) وفى رواية للشيخين (فقال بارك الله لك أو قال خيرا) (٤) (سنده) حدّثنا عبد الرزاق انا سفيان عن مجد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم أتزوجت؟ فقلت نعم فقال أبكرا ام ثيبا؟ فقلت لا بل ثيبا لى اخوات وعمات فكرهت أن أضم اليهن خرقاء مثلهن، قال أفلا بكرا تلاعبها؟ قال لكم أنماط الخ (٥) قال فى النهاية الأنماط هى ضرب من البسط له خمل رقيق جمع نمط اهـ وقال النووى الأنماط بفتح الهمزة جمع نمط بفتحتين ظهارة الفراش وقيل ظهره، ويطلق أيضا على بساط لطيف له خمل يجعل على الهودج وقد يجعل سترا، ومنه فأخذت نمطا فسترته على الباب اهـ (٦) معناه وأنى لى ذلك وأنا رجل فقير (٧) لفظ (خف) المركب من خاء معجمة وفاء لم أجده لغير الامام احمد، قال فى النهاية أخف الرجل فهو مخف وخف وخفيف إذا خفت حاله ودابته وإذا كان قليل الثقل، (قلت) وهو كناية عن فقره وقلة متاعه كأنه صلى الله عليه وسلم يقول له أنت الآن فقير وسيغنيك الله من فضله وتكون لكم أنماط والله أعلم (٨) أى اصرفيها عنى ودعيها جانبا (٩) معناه كيف أتركها وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها ستكون لكم أنماط، وهذا من علامات النبوة فقد كان ما أخبر به النبى صلى الله عليه وسلم فكثرت أنماطهم حتى كان جابر يقول لامرأته نحى عنى أنماطك أى أزيليها (تخريجه) (ق ط هق. والأربعة) ولحديث جابر هذا عدة طرق أيضا فى قصة جمله ستأتى إن شاء الله تعالى فى مناقب جابر من كتاب مناقب الصحابة رضى الله عنهم (باب) (١٠) (سنده) حدّثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن ثابت البنانى عن أنس الخ (غريبه) (١١) قال الحافظ فى الاصابة غير منسوب وهو تصغير جلباب (١٢) أى هذا يمينى، ولا لنفى كلام الرجل، وها بالمد والقصر ولفظ الجلالة مجرور بها لأنها بمعنى واو القسم، وجملة إذا ما وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ جواب القسم، وإنما قالت ذلك المرأة لأن جليبيبا كان فى وجهه دمامة كما صرح بذلك فى رواية أبى يعلى، وفى حديث أبى برزة أن المرأة قالت (لا لعمر الله

<<  <  ج: ص:  >  >>