للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[للرجل أن يعرض بنته وللمرأة أن تعرض نفسها للزواج بالرجل الصالح]-

فلبثت ليالي فخطبها الىَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فانكحتها اياه فلقينى أبو بكر فقال لعلك وجدت علىّ حين عرضت علىّ حفصة فلم أجع اليك شيئا؟ قال قلت نعم، قال فانه لم يمنعنى أن أرجع اليك شيئا حين عرضتها علىّ الا أنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرها، ولم أكن لافشى سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو تركها لنكحتها (١) (عن ثابت البنانى) (٢) قال كنت مع انس بن مالك جالسا وعنده ابنة له، فقال أنس جاءت امرأة الى النبى صلى الله عليه وسلم فقالت يا نبى الله هل لك فيَّ حاجة؟ (٣) فقالت ابنته ما كان أقل حياءها (٤) فقال هى خير منك رغبت فى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرضت عليه نفسها (باب فضل من حبست نفسها على أبنائها ولم تتزوج وفضل نساء قريش وغير ذلك) (عن عوف بن مالك) (٥) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وامرأة سعفاء (٦) الخدين كهاتين يوم القيامة (وفى لفظ انا وأمرأة سعفاء فى الجنة كهاتين) وجمع بين إصبعيه السبابة والوسطى (٧) امرأة ذات منصب وجمال آمت (٨) من زوجها حبست نفسها على أيتامها


الجيم أي صمت ولم يعد له جوابًا، وجاء فى رواية البخارى (فصمت أبو بكر فلم يرجع إلى شيئا) فقوله فلم يرجع إلى شيئا بعد قوله فصمت تأكيد لرفع المجاز لاحتمال أن يظن أنه سكت زمانا ثم تكلم (وقوله فكنت أوجد عليه) معناه اشد موجدة أى غضبا على أبى بكر من غضبى على عثمان لقوة المودة بينه وبين أبى بكر، لأن النبى صلى الله عليه وسلم كان آخى بينهما ولأن عثمان أجابه أولا ثم اعتذر (١) يستفاد منه عذره فى كونه لم يقل كما قال عثمان ما أريد ان أتزوج يومى هذا وفيه فضل كتمان السر (تخريجه) (خ نس) ورواه أبو يعلى بنحوه وزاد- قال عمر فشكوت عثمان لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج حفصة خيرا من عثمان، وتزوج عثمان خيرا من حفصة، فزوجه النبى صلى الله عليه وسلم ابنته، وفى إسناده الوليد بن محمد الموقرى بضم الميم وبقاف مفتوحة وهو ضعيف (٢) (سنده) حدّثنا عفان ثنا مرحوم قال سمعت ثابتا يقول كنت مع أنس الخ (غريبه) (٣) معناه تعرض نفسها على النبى صلى الله عليه وسلم ليتزوجها (٤) فى القاموس أقله جعله قليلا كقلله فما استفهامية وكان زائدة، وفى أقل ضمير لما، وحياءها بالنصب مفعول أقل، أى أى شئ جعل حياءها قليلا، والمقصود التعجب من قلة حيائها حيث عرضت نفسها لأجل الزواج، وابنة أنس هذه قال الحافظ لم أقف على اسمها وأظنها أمينة بالتصغير، أما المرأة التى عرضت نفسها فقال لم أقف على تعيينها، وأشبه من رأيت بقصتها ممن ذكر اسمهن فى الواهبات ليلى بنت قيس بن الخطيم والله أعلم (تخريجه) (خ نس جه) (باب) (٥) (سنده) حدّثنا محمد بن بكر قال أنا النّهاس (يعنى ابن قهم) عن عمرو عن شداد أبى عمار عن عوف بن مالك الخ (غريبه) (٦) السعفة بضم السين المهملة نوع من السواد ليس بالكثير، وقيل هو سواد مع لون آخر، وفى الصحاح سواد مشرب بالحمرة، أراد انها بذلت نفسها وتركت الزينة والترفه حتى تغير لونها واسود لما تكابده من المشقة والضنك اقامة على ولدها بعد وفاة زوجها ولم يرد أنها كانت من اصل الخلقة كذلك، لقوله امرأة ذات منصب وجمال (٧) قال العلماء المراد من أمثال هذه الأحاديث المبالغة فى رفع درجة كافل اليتيم ونحوه وإلا فدرجات الأنبياء أعلى وأجل، والفرق بين الإصبعين فيه إشارة إلى التفاوت بين درجة الأنبياء وآحاد الأمة (وقوله امرأة) بالضم عطف بيان لامرأة سعفاء أو بدل منها أو خبر مبتدأ محذوف أى هذا امرأة (ذات منصب) بوزن مسجد أى ذات حسب ومكانة ورفعة (٨) بمد الهمزة وتخفيف الميم أى صارت أيما لا زوج لها

<<  <  ج: ص:  >  >>