للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[فضل من حبست نفسها على أولادها ولم تتزوج ومنقبة لنساء قريش]-

حتى باتوا (١) أو ماتوا (عن ابن المسيب عن أبى هريرة) (٢) أن النبى صلى الله عليه وسلم خطب أم هانئ بنت أبى طالب فقالت يا رسول الله إنى قد كبرت ولى عيال، فقال النبى صلى الله عليه وسلم خير نساء ركبن (٣) نساء قريش، احناه (٤) على ولد فى صغره وارعاه (٥) على زوج فى ذات يده (٦) قال أبو هريرة ولم تركب مريم بنت عمران بعيرا (٧) (عن ابن عباس) (٨) ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب امرأة من قومه يقال لها سودة (٩) وكانت مصبية، كان لها خمسة صبية أو ستة من بعل لها مات، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يمنعك منى؟ قالت والله يا نبى الله ما يمنعنى منك الا أن لا تكون احب البرية الى، ولكنى اكرمك ان ان يضغو (١٠) هؤلاء الصبية عند رأسك بكرة وعشية، قال فهل منعك منى شئ غير ذلك؟ قالت لا والله، قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحمك الله، ان خير نساء ركبن اعجاز الإبل صالح (١١)


(١) أي استقلوا بأمرهم لكبرهم وانفصلوا عنها أو ماتوا (تخريجه) (د) وفى إسناده النهاس بن قهم القيسى ضعيف (٢) (سنده) حدّثنا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهرى عن ابن المسيب عن أبى هريرة الخ (غريبه) (٣) أى ركبن الابل كما صرح بذلك فى جميع طرق الحديث عند الشيخين ولعل لفظ الابل سقط هنا من الناسخ، والمراد بهن نساء العرب لأنهن اللاتى يكثر منهم ركوب الابل، ولهذا قال أبو هريرة فى آخر الحديث ولم تركب مريم بنت عمران بعيرا، والمقصود أن نساء قريش خير نساء العرب ومعلوم أن العرب خير من غيرهم فى الجملة، واما الأفراد فيدخل فيها الخصوص (٤) بسكون المهملة بعدها نون أى أكثره شفقة والحانية على ولدها هى التى تقوم عليهم بعد يتمهم فلا تتزوج، فان تزوجت فليس مجانية قاله الهروى، وجاء الضمير مذكرا وكان القياس احناهن وكأنه ذكر باعتبار اللفظ أو الجنس أو الشخص أو الانسان، وجاء نحو ذلك فى حديث أنس (كان النبى صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجها وأحسنه خلقا) بالافراد فى الثانى، ووقع فى رواية لمسلم أحناه على، يتيم وله فى أخرى على طفل (٥) أى أحفظ وأصون لماله بالأمانة فيه والصيانة له وترك التبذير فى الانفاق (٦) أى فى ماله المضاف إليه ومنه قولهم فلان قليل ذات اليد أى قليل المال (٧) إنما قال أبو هريرة هذه الجملة ليدفع بها ما يتوهم من أن نساء قريش أفضل من مريم بنت عمران والمقصود تفضيل نساء قريش على نساء العرب لا على جميع نساء الدنيا والله أعلم (تخريجه) (ق. وغيرهما) (٨) (سنده) حدّثنا أبو النضر ثنا عبد المجيد ثنا شهر حدثنى عبد الله ابن عباس الخ (غريبه) (٩) قال الحافظ هذه المرأة يحمتل أن تكون أم هانئ المذكورة فى حديث أبى هريرة (يعنى الحديث السابق) فلعلها كانت تلقب سودة فان المشهور أن اسمها فاختة وقيل غير ذلك، ويحتمل أن تكون امرأة أخرى وليس سودة بنت زمعة زوج النبى صلى الله عليه وسلم فان النبى صلى الله عليه وسلم تزوجها قديما بمكة بعد موت خديجة ودخل بها قبل أن يدخل بعائشة ومات وهى فى عصمته اهـ (١٠) بضاد معجمة ساكنة بعدها غين معجمة من الضغاء وهو البكاء والصياح، يقال ضغا ضغوا وضغاء إذا صاح وضج (١١) جاء فى هذه الرواية مقيدا بالصلاح، وجاء مطلقا بدون قيد فى حديث أبى هريرة السابق، وجاء عند الشيخين من حديث أبى هريرة مطلقا فى بعض طرقه ومقيدا فى البض الآخر، قال الحافظ والمطلق محمول على المقيد فالمحكوم له بالخيرية الصالحات من نساء قريش لا على العموم، والمراد بالصلاح هنا صلاح الدين وحسن المخالطة مع الزوج ونحو ذلك (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وحسن

<<  <  ج: ص:  >  >>