للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله) وعن هذه الآية (من يعمل سوءا (١) يجزيه) فقالت ما سألني عنهما أحد منذ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما فقال يا عائشة هذه (٢) معاتبة الله عز وجل العبد بما يصيبه من الحمى (٣) والنكبة والشوكة حتى البضاعة (٤) يضعها في كمه فيفقدها (٥) فيفزع لها فيجدها في ضبنه حتى أن المؤمن (٦) ليخرج من ذنوبه (٧) كما يخرج التبر الأحمر من الكير (باب ما جاء في فضل خواتم البقرة) (عن النعمان بن بشير) (٨) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله كتب كتابا (٩) قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام (١٠) فأنزل منه آيتين فختم


عن علي بن زيد الخ (غريبه) (١) السوء القبيح من القول سواء كان ظاهرا أو باطنا صغيرا أو كبيرا (يجزيه) إما في الآخرة أو في الدنيا بالبلاء والمحن إلا ما شاء ممن شاء (٢) اشارة إلى مفهوم الآيتين المسئول عنهما أي محاسبة العباد ومجازاتهم بما يبدون وما يخفون من الأعمال (معاتبة الله عز وجل العبد الخ) أي مؤاخذته العبد بما اقترف من الذنب (بما يصيبه) أي في الدنيا وهو صلة معاتبة ويصح كون الباء سببية (٣) يعني وغيرها مؤاخذة المعاتب وانما خصت الحمى بالذكر لأنها من أشد الأمراض وأخطرها قال في المفاتيح العتاب أن يظهر أحد الخليلين في نفسه الغضب على خليله لسوء أدب ظهر منه مع أن في قلبه محبته يعني ليس معنى الآية أن يعذب الله المؤمنين بجميع ذنوبهم يوم القيامة بل معناها أن يلحقهم بالجوع والعطش والمرض وغير ذلك من المكاره حتى إذا خرجوا من الدنيا صاروا مطهرين من الذنوب (قال الطيبي) كأنها فهمت أن هذه مؤاخذة عقاب أخروي فأجابها بأنها مؤاخذة عتاب في الدنيا عناية ورحمة اهـ (وقوله والنكبة) بفتح النون أي المحنة وما يصيب الانسان من حوادث الدهر (٤) البضاعة بالجر عطف على ما قبلها وبالرفع على الابتداء وهي بالكسر طائفة من مال الرجل (يضعها في كمه) جاء عند الترمذي بلفظ (يضعها في يد قميصه) اي كمه سمي باسم ما يحمل فيه ووقع في بعض نسخ الترمذي (في كم قميصه) (٥) أي يتفقدها ويطلبها فلم يجدها فيتوهم أنها سقطت أو أخذها سارق (فيفزع لها فيجدها في ضبنه) الضين بكسر الضاد المعجمة وسكون الموحدة الجنب والناحية والناحية والحضن وما بين الكشح والإبط (قال الطيبي) يعني اذا وضع بضاعة في كمه ووهم أنها غابت فطلبها وفزع كفرت عنه ذنوبه وفيه من المبالغة مالا يخفى (حتى) أي لا يزال يكرر عليه تلك الأحوال (٦) وفي رواية حتى أن العبد قال القارى بكسر الهمزة واظهر العبد موضع ضميره اظهارا لكمال العبودية المقتضى الصبر والرضا بأحكام الربوبية (٧) أي بسبب الابتلاء بالبلاء (كما يخرج التبر الأحمر) أي الذهب يخرج من الكير صافيا نقيا (والكير) بالكسر الزق الذي ينفخ به النار (تخريجه) (مذ) وقال هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة اهـ وأخرجه أيضا ابن جرير وابن أبي حاتم والبغوي وفي اسناده علي بن زيد ابن جدعان قال الامام احمد وأبو زرعة ليس بالقوي وقال ابن خزيمة سيء الحفظ وقال يعقوب بن شيبه ثقة وقال الترمذي صدوق إلا أنه ربما رفع الشيء الذي يوقفه غيره وقال شعبة حدثنا علي بن زيد قبل أن يختلط قرنه مسلم بآخر (باب) (٨) (سنده) حدثنا روح وعفان قالا ثنا حماد بن سلمة عن الأشعث بن عبد الرحمن الجرمي عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن النعمان بن بشير الخ (غريبه) (٩) أي في اللوح المحفوظ فيه ما كان وما يكون ومن جملته القرآن (١٠) فائدة التوقيت تعريفه إيانا فضل

<<  <  ج: ص:  >  >>