للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[سورة هود وما جاء فيها من أحوال يوم القيامة وأهواله]-

يدس في فم فرعون الطين مخافة أن يقول لا إله إلا الله (سورة هود) (باب ما جاء في سورة هود من ذكر القيامة وأهوالها) (عن ابن عمر) (١) رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأى عين (٢) فليقرأ إذا الشمس كورت (٣) وإذا السماء انفطرت (٤) وإذا السماء انشقت وأحسبه (٥) أنه قال سورة هود (باب قال يا نوح ليس من أهلك إنه عمل غير صالح) (عن أم سلمة) (٦) رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأها (إنه عمل غير صالح) (٧)


وليس فيه طعن في الحديث (تخريجه) أورد الطريق الأولى منه الحافظ ابن كثير في تفسيره وعزاه للإمام أحمد، ثم قال ورواه الترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم في تفاسيرهم من حديث حماد بن سلمة به، وقال الترمذي حديث حسن اهـ وروى الطريق الثانية منه (مذ طل) وابن جرير من طريق شعبة عن عدي ابن ثابت وعطاء بن الثابت بسند الطريق الثانية وقال الترمذي حسن غريب صحيح اهـ. وهذا الحديث بطريقيه رواته ثقات ليس فيهم متهم وإن كان فيهم من هو سيء الحفظ فقد تابعه عليه غيره (فإن قلت) ففي الطريق الثانية شك في رفعه لأنه قال فيه رفعه أحدهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم (قلت) ليس يشك في رفعه، إنما هو جزم بأن أحد الرجلين رفعه وشك شعبة في تعيينه هل هو عطاء بن السائب أو عدي بن ثابت وكلاهما ثقة فإذا رفعه أحدهما وشك في تعيينه لم يكن هذا علة في الحديث والله أعلم (باب) (١) (سنده) حدثنا عبد الرزاق أخبرنا عبد الله بن بحير الصنعاني القاص أن عبد الرحمن بن يزيد الصنعاني أخبره أنه سمع ابن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (٢) معناه من أعجبه أن ينظر إلى أحوال يوم القيامة وأهواله (كأنه يرى عين) تقول جعلت الشيء رأى عينك ويمرءا منك أي حذاءك ومقابلك بحيث تراه، وهو منصوب على المصدر أي كأنه يراه رأى العين (٣) التكوير جمع الشيء بعضه، على بعض ومنه تكوير العمامة وجمع الثياب بعضها إلى بعض فمعنى قوله تعالى كورت أي جمع بعضها على بعض ثم لفت فرمى بها، وإذا فعل بها ذلك ذهب ضوءها وصوب هذا القول ابن جرير (٤) أي انشقت كما فسر بذلك في اللفظ الآخر (٥) بفتح السين المهملة وكسرها أي أظنه وإنما خص هذه السورة بالذكر لاشتمالها على ذكر أحوال يوم القيامة وأهواله ففي قراءتها عبرة وعظة وتخويف من هذه الأهوال ليرجع العبد إلى ربه ويعمل للنجاة من أهوال هذا اليوم (تخريجه) أخرجه الترمذي بدو ذكر سورتي الانفطار وهود، والحاكم مقصرا على سورة التكوير وصححه وأقره الذهبي: وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد بإسنادين ورجالهما ثقات، ورواه الطبراني بسناد أحمد اهـ وروى الترمذي عن ابن عباس قال قال أبو بكر يا رسول الله قد شبت؟ قال شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت، قال الترمذي حديث حسن غريب أهو رواه أيضا الطبراني في الأوسط قال الهيثمي ورجاله رجال الصحيح (وعن عقبة بن عامر) أن رجلا قال يا رسول الله قد شبت قال شيبتني هود وأخواتها قال الهيثمي رواه الطبراني ورجاله الصحيح اهـ قال بعض العلماء سبب شيبه صلى الله عليه وسلم من هذه السور المذكورة في الحديث لما فيها من ذكرى القيامة والبعث والحساب والجنة والنار والله أعلم (باب) (٦) (سنده) حدثنا وكيع ثنا هارون النحوي عن ثابت البناني عن شهر بن حوشب عن أم سلمة الخ (٧) (التفسير) أول الآية (ونادى نوح ربه فقال رب أن ابني من أهلي) أي وقد وعدتني أن تنجني وأهلي (وأن وعدك الحق) لا خلف فيه (وأنت أحكم

<<  <  ج: ص:  >  >>