للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ما جاء في قصة نوح ولوط عليهما السلام مع قومهما م سورة هود]-

(باب قال لو أن لي بكم قوة أو آوى إلى ركن شديد)

(عن أبي هريرة) (١) عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول لوط (لو أن ي بكم قوة أو آوى إلى ركن شديد) (٢) قال النبي صلى الله عليه وسلم كان يأوى إلى ركن شديد إلى ربه عز وجل قال النبي صلى الله عليه وسلم فما بعث بعده نبي إلا في ثروة من قومه (وعنه من طريق ثان (٣) بنحوه وفيه) قال قد كان يأوى إلى ركن شديد ولكنه عنى عشيرته فما بعث الله عز وجل بعده نبيا إلا بعثه في ذروة (٤) قومه قال أبو عمر فما بعث الله عز وجل نبيا بعده إلا في منعة من قومه (باب وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من


الحاكمين) يعني أنك حكمت لقوم بالنجاة وحكمت على قوم بالهلاك (قال) الله عز وجل (يا نوح إنه ليس من أهلك) أي ليس من أهل بيتك، لأن أهل الرجل من يجمعه وإياهم نسب أو دين (إنه عمل غير صالح) قرأ الكسائي ويعقوب عمل بكسر الميم وفتح اللام غير بفتح الراء على عود الفعل على الابن، ومعناه أن عمل الشرك والكفر والتكذيب وكل هذا غير صالح، وقرأ الياقون عمل بفتح الميم ورفع اللام مع التنوين وغير بضم الراء، ومعناه أن سؤالك إياي أن أنجيه من الغرق عمل غير صالح لأن طلب نجاة الكافر بعدما حكم عليه بالهلاك بعيد (تخريجه) (د مذ) من حديث أسماء بنت يزيد وتقدم في باب ما جاء من القراءة مفصلا صحيفة ٤ رقم ٩٨ من هذا الجزء وسكت عنه أبو داود (وقال المنذري) شهر بن حوشب قد تكلم فيه غير واحد ووثقه الإمام أحمد ويحيى بن معين اهـ (قلت) وذكر الحافظ ابن كثير حديث أسماء بنت يزيد في تفسيرها ثم ذكر حديث أم سلمة وقال إعادة أحمد أيضا في مسند أم سلمة أم المؤمنين والظاهر والله أعلم أنها أسماء بنت يزيد فإنها تكنى بذلك والله أعلم (باب) (١) (سنده) حدثنا عفان ثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة الخ (٢) (التفسير) سبب قول لوط عليه السلام (لو أني لي بكم قوة أو آوى إلى ركن شديد) إن جبريل عليه السلام جاء إلى لوط ومعه طائفة من الملائكة على صورة غلمان مرد حسان بصفة ضيوف فأدخلهم بيته وكان شديد الخوف عليهم من قومه الفسقة الذين كانوا يأتون الرجال شهوة من دون النساء ولم يعلم أحد بمجيئهم إلا امرأته، فخرجت الخبيثة فأخبرت قومها وقالت إن في بيت لوط رجالا ما رأينا مثل وجوههم قط ولا أحسن منهم، فأسرعوا بالمجيء إليه فأغلق الباب دونهم والملائكة معه في الدار فجعلوا يعالجون فتسح الباب، وجعل لوط يناشدهم من وراء الباب بقوله (اتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أليس منك رجل شديد) أي صالح عاقل، فلم يرجعوا عن معالجة الباب فعند ذلك قال (لو أن لي بكم قوة) أي لو أني أقدر أن أتقوى عليكم، يريد قوة البدن أو الأتباع (أو آوى إلى ركن شديد) جواب لو محذوف أي لفعلت بكم ولصنعت، والمعنى لو قويت عليكم بنفسي لقاتلتكم أو أنضم إلى عشيرة يمنعوني منكم أو قوي أستند إليه وأتمنع به فيحميني منكم فشبه القوي الشديد بالركن في الجبل في شدته ومنعته، وقد جاء في حديث الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (كان يأوي إلى ركن شديد إلى ربه عز وجل) قال النبي صلى الله عليه وسلم ما بعث بعده نبي إلا في ثروة من قومه (الثروة) العدد الكثير (٣) (سنده) حدثنا أمية ابن خالد ثنا حماد بن سلمة وأبو عمر الضرير المعنى. قال ثنا حماد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال لوط لو أن لي بكم قوة أو آوى إلى ركن شديد، قال قد كان يأوي إلى ركن شديد يعني الله عز وجل ولكنه الخ (٤) الذروة بكسر الذال المعجمة وسكون الراء من معانيها الثروة والجدة

<<  <  ج: ص:  >  >>