للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[سبب نزول قوله تعالى {ولا تجهر بصلاتك} الآية وتفسيرها]-

قال يزيد تعدوا (١) في السبت فقبلا يده ورجله، قال يزيد فقبلا يديه ورجليه (٢) وقال نشهد أنك نبي، قال فما يمنعكما أن تتبعاني؟ قالا أن داود عليه السلام دعا أن لا يزال من ذريته نبي وإنا نخشى قال يزيد إن أسلمنا (٣) أن تقتلنا يهود (باب ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها) (عن ابن عباس) (٤) قال نزلت هذه الآية ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم متوار بمكة (٥) (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها) قال كان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن، قال فلما سمع ذلك المشركون سبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به فقال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم (ولا تجهر بصلاتك) أي بقراءتك فيسمع المشركون فيسبون القرآن (٦) (ولا تخافت بها) (٧) عن أصحابك فلا تسمعهم القرآن حتى يأخذوه عنك (وابتغ بين ذلك سبيلا) (٨) (باب الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك) الخ السورة


(ولا تقذفوا محصنة ولا تولوا الفرار يوم الزحف) ولم يشك، والزحف الحرب مع الكفار (١) جاء عند الترمذي (تعتدوا) (٢) رواية الترمذي (فقبلا يديه ورجليه) كرواية يزيد هنا (٣) معناه أن يزيد زاد في روايته (أن أسلمنا) وقولهم هذا افتراء محض على داود عليه السلام لأن داود وغيره من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يعرفون نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وأنه خاتم النبيين وأنه ينسخ به الأديان (تخريجه) (مذ نس جه) وقال الترمذي حسن صحيح، هذا وقد فسر الحافظ ابن كثير الآيات التسع المذكورة في قوله تعالى {ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات} فقال يخبر تعالى أنه بعث موسى بتسع آيات بينات وهي الدلائل القاطعة على صحة نبوته وصدقه فيما أخبر به عمن أرسله إلى فرعون وهي العصا واليد والسنين والبحر والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات قاله ابن عباس، وقال ابن عباس أيضا ومجاهد وعكرمة والشعبي وقتادة هي يده وعصاه والسنين ونقص من الثمرات والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم، وهذا القول ظاهر جلي حسن ثم أورد (أعني الحافظ ابن كثير) حديث الباب وعزاه للإمام أحمد وقال هكذا رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه وابن جرير في تفسيره من طرق عن شعبة ابن حجاج به وقال الترمذي حسن صحيح، وهو حديث مشكل، وعبد الله بن سلمة في حفظه شيء، وقد تكلموا فيه ولعله اشتبه عليه التسع الآيات بالعشر الكلمات فإنها وصايا في التوراة لا تعلق لها بقيام الحجة على فرعون والله أعلم اهـ (باب) (٤) (سنده) حدثنا هشيم أنبأنا أبو بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس الخ (غريبه) (٥) أي مخنف كما صرح بذلك في رواية البخاري وكان ذلك في أول الإسلام (٦) جاء عند ابن جرير في تفسيره من وجه آخر عن سعيد بن جبير فقالوا له أي المشركون لا تجهر فتؤذي آلهتنا فنهجو إلاهك (٧) أي لا تخفض صوتك (٨) أي بين الجهر والمخافتة (سبيلا) أي وسطا (تخريجه) (ق مذ) وأوره الحافظ ابن كثير في تفسيره وعزاه للإمام أحمد ثم قال أخرجاه في الصحيحين من حديث أبي بشر جعفر بن إياس به، قال وكذا رواه الضحاك عن ابن عباس وزاد فلما هاجر إلى المدينة سقط ذلك، يفعل أي ذلك شاء اهـ (قلت) وفي الباب عن عائشة رضي الله عنها قالت أنزل في الدعاء تريد قوله تعالى {ولا تجهر بصلاتك الخ} قال القسطلاني هو من باب إطلاق الكل على الجزء إذ الدعاء من بعض أجزاء الصلاة، قال وأخرج الطبري وابن خزيمة والحاكم من طريق حفص بن غياث عن هشام

<<  <  ج: ص:  >  >>