للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول وهو يبكي أتقتلون رجلا أن يقول ربى الله، ثم انصرفوا عنه، فان ذلك لأشد ما رأيت قريشا بلغت منه قط (باب ما جاء فى تعذيبهم المستضعفين وضربهم للنبى صلى الله عليه وسلم وسبه) (عن سالم بن أبى الجعد) قال دعا عثمان (بن عفان) رضي الله عنه ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم عمار بن ياسر رضي الله عنه (فذكر حديثا) ثم قال فقال عثمان رضي الله عنه ألا أحدثكما عنه يعنى عمارا، أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذا بيدى نتمشى فى البطحاء حتى أتى على أبيه وأمه وعليه يعذبون، فقال أبو عمار يا رسول الله الدهر هكذا، فقال له النبى صلى الله عليه وسلم اصبر ثم قال اللهم اغفر لآل ياسر وقد فعلت (عن أبى هريرة) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تعجبوا كيف يصرّف عنى شتم قريش، كيف يلعنون مذمما ويشتمون مذمما وانا محمد (عن أنس بن مالك) قال جاء جبريل إلى النبى صلى الله عليه وسلم ذات يوم وهو جالس حزينا قد خضب بالدماء ضربه بعض أهل مكة، قال فقال له مالك؟ قال فقال فعل بى هؤلاء وفعلوا، قال فقال له جبريل أتحب أن أريك آية؟ قال نعم، قال فنظر الى شجرة من وراء الوادى فقال ادع بتلك الشجرة، فدعاها


السيرة مطولا كما هنا ورواه البخارى مختصرا، وهو الحديث السابق، وقد أشار البخارى الى رواية ابن اسحاق، هذه وقال وصله احمد من طريق ابراهيم بن سعد والبزار من طريق بكر بن سليمان كلاهما عن ابن اسحاق بهذا السند اهـ وأورده الهيثمى وقال رواه احمد وقد صرح ابن اسحاق بالسماع وبقية رجاله رجال الصحيح، وقال أيضا فى الصحيح طرف منه يشير إلى الحديث السابق والله أعلم (باب) (١) (سنده) حدّثنا عبد الصمد حدثنا القاسم يعنى ابن الفضل حدثنا عمرو بن مرة عن سالم بن أبى الجعد الخ (غريبه) (٢) سيأتى الحديث بتمامه فى مناقب عمار بن ياسر من كتاب فضائل الصحابة إن شاء الله تعالى (٣) يعنى أبا عمار واسمه ياسر بالتحتية والمهملة والراء بوزن فاعل وهو معروف (وأمه) اسمها سمية بنت خياط وكانت سابع سيدة فى الاسلام (قال فى بهجة المحافل) فكانوا يأخذون عمار بن ياسر وأباه وأمه وأخته (لم أقف على اسمها) فيقلبونهم فى الرمضاء وهى الأرض الشديدة الحمر ظهرا لبطن، فيمر عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يعذبون فيقول صبرًا آل ياسر فان موعدكم الجنة، وماتت سمية أم عمار بذلك فكانت أول قتيل فى الاسلام فى ذات الله، ومات ياسر وابنته بعدها (قلت) جاء فى مسند الامام احمد قال حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن مجاهد قال أول شهيد كان فى الاسلام استشهد أم عمار سمية طعنها أبو جهل فى قلبها، أورده الحافظ ابن كثير فى تاريخه وقال هذا مرسل (٤) يعنى استجاب الله دعاءه وغفر لهم (تخريجه) أورده الهيثمى وقال رواه احمد ورجاله رجال الصحيح اهـ (قلت) نعم رجاله رجاله الصحيح إلا أنه منقطع لأن سالم بن ابى الجعد لم يدرك عثمان (٥) (سنده) حدّثنا سفيان عن أبى الزناد عن الأعرح عن أبى هريرة الخ (غريبه) (٩) قال الحافظ كان الكفار من قريش من شدة كراهتهم فى النبى صلى الله عليه وسلم لا يسمونه باسمه الدال على المدح فيعدلون الى ضده فيقولون مذمم، وإذا ذكروه بسوء قالوا فعل الله بمذمم وليس هو اسمه ولا يعرف به، فكان الذى يقع منهم فى ذلك مصروفا إلى غيره اهـ (قلت) وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم (الا تعجبوا كيف يصرف عنى شتم قريش) (تخريجه) (خ نس) (٧) (سنده) حدّثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبى سفيان عن أنس

<<  <  ج: ص:  >  >>