للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فجاءت تمشي حتى قامت بين يديه، فقال مرها فلترجع، فأمره فرجعت الى مكانها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حسبى (عن سليمان بن زياد الحضرمى) أن عبد الله بن الحرث بن جزء الزبيدى حدثه أنه مر وصاحب له بأيمن وفئة من قريش قد حلوا أزرهم فجعلوها مخاريق يجتلدون بها وهم عراة، قال عبد الله فلما مررنا بهم قالوا ان هؤلاء قسيسون فدعوهم، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عليهم فلما أبصروه تبددوا فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبا حتى دخل، وكنت أنا وراء الحجرة فسمعته يقول سبحان الله لا من الله استحيوا ولا من رسوله استتروا، وأم أيمن عنده تقول استغفر لهم يا رسول الله قال عبد الله فبلأى مما استغفر لهم (عن مسروق) قال قال خباب بن الأرت رضي الله عنه كنت قينًا بمكة فكنت أعمل للعاص بن واثل فاجتمت لى عليه دراهم فجئت اتقاضاه، فقال لا أقاضينك حتى تكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم قال قلت والله لا أكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم حتى تموت ثم تبعث، قال فاذا بعثت كان لي مال


ابن مالك الخ (غريبه) (١) أراد جبريل عليه السلام تسلية النبى صلى الله عليه وسلم بهذه المعجزة فانصرف عن النبى صلى الله عليه وسلم ما يجد من الحزن وقال حسبى، يعنى كفانى هذه المعجزة (وما من نبى الا وقد آذاه قومه) وذلك من تمام حكمة الله عز وجلى ليظهر شرفهم فى هذه المقامات ويبين أمرهم وتتم كلمته فيهم وليحقق بامتحانهم بشريتهم ويرفع الالتباس على أهل الضعف فيهم لئلا يضلوا بما يظهر من العجائب على أيديهم ضلال النصارى بعيسى بن مريم، ولتكون فى محنتهم تسلية لأممهم ووفور لأجورهم عند ربهم تماما على الذى أحسن اليهم (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد ورجاله من رجال الصحيحين (وعن أنس أيضا) قال لقد ضربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى غشى عليه فقام أبو بكر فجعل ينادى ويلكم أتقتلون رجلا أن يقول ربى الله، فقالوا من هذا؟ فقالوا أبو بكر المجنون: اورده الهيثمى وقال رواه (عل بز) وزاد البزار فتركوه وأقبلوا على أبى بكر ورجاله رجال الصحيح (٢) (سنده) حدّثنا هارون ثنا عبد الله بن وهب ثنا عمرو أن سليمان بن زياد الحضرمى حدثه أن عبد الله بن الحارث الخ (غريبه) (٣) قال الحافظ فى التقريب هو آخر من مات من الصحابة بمصر سنة ست وثمانين على الأصح (٤) ايمن بوزن احمد هو ابن عبيد، امه أم أيمن حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم واسمها بركة بفتح الباء الموحدة والراء وكنيت بابنها أيمن بن عبيد، وهو أخو اسامة بن زيد لأمه، استشهد أيمن يوم حنين، والظاهر أنه تصادف وجود أيمن فى هذا المكان فشاركهم فى عملهم، أو يكون ذلك قبل إسلامه والله أعلم (٥) جمع مخراق قال فى النهاية وهو ثوب يلف ويضرب به الصبيان بعضهم بعضا، ومنه الحديث أن أيمن وفتية معه حلوا أزرهم وجعلوها مخاريق واجتلدوا بها اهـ أى صار يضرب بعضهم بعضا (وقوله وهم عراة) يفيد أنه لم يكن لهم ثوب سوى الازار (٦) جمع قسيس وهو عالم للنصارى، والظاهر أنهم قالوا ذلك استهزاءا بهم (٧) أى تفرقوا (٨) انما قالت ذلك أم أيمن لأن ابنها كان معهم فخافت أن يصيبه شئ من غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم (٩) أبى بعد مشقة وجهد وإبطاء استغفر لهم (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد ورجاله ثقات (١٠) (عن مسروق الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب أفرأيت الذى كفر بآياتنا الخ من كتاب فضائل القرآن وتفسيره فى الجزء الثامن عشر صحيفة ٢١٠ رقم ٣٥٠

<<  <  ج: ص:  >  >>