للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ما جاء في أبي ذر الغفاري (رضي الله عنه) وقصه إسلامه]-

رجلًا منهم فقلت أين هذا الرجل الذي تدعون الصائبي قال فأشار إلى قال الصائبي قال فمال أهل الوادي على بكل مدرة وعظم حتى خررت مغشيًا على فارتفعت حين ارتفعت كأني نصب أحمر فأتيت زمزم فشربت من مائها وغسلت عني الدم فدخلت بين الكعبة واستارها فلبثت به ابن أخي ثلاثين من بين يومين وليلة ومالي طعام إلا ماء زمزم فمنت حتى تكسرت عكن بطني وما وجدت على كبدي سخفة جوع قال فبينما أهل مكة في ليلة قمراء لصاحبان (وقال عفان إصحيان وقال بهز أصحيان وكذلك قال أبو النضر) فضرب الله على .... أهل مكة فما يطوف بالبيت غير امرأتين فأتنا على وهما تدعوان أساف ونائلة قال فقلت انكحوا أحدهما الآخر فمائتنا هما ذلك قال فأتتا على فقلت وهن مثل الخشبة غير أني لم أكن قال فانطلقنا تولولان وتقولان لو كان ههنا أحد من أنفارنا قال فاستقبلهما رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبو بكر وهما هابطان من الجيل فقال مالكما فقالتا الصائبى بني الكعبة وأستارها قالا ما قال


سراقة بن جثم وغيره وفي رواية أبي النضر (شفواله) وهو بفتح أوله وتشديد الفاء أي ظهرت عصارتهم الكامنة في قلوبهم له يقال شف الثوب يشف شفوفاً إذا بدا ما وراء ولم يستره (١) أي اخترت أضعفهم ليكون مأمون الغائلة إذا سألته عن وصف نبي الله (صلى الله عليه وسلم) (٢) كان الكفار يطلقون عليه (صلى الله عليه وسلم) لفظ (الصائبي) إشارة إلى تركه ما هم عليه من أديان باطلة قال في المختار صبأ خرج من دين إلى دين وبابه خضع وصباً أيضاً صار صائباً أهـ وقد عدوا أبا ذر صائباً أي مفارقاً لدين قومه ولسؤاله عن النبي (صلى الله عليه وسلم) فمال عليه أهل الوادي وكادوا يقتلونه (٣) يعني من كثرة الدماء التي سالت بضربهم والنصب بضمتين وقد تسكن الصاد الصنم والحجر كانت الجاهلية تنصبه وتذبح عنده فيحمر بالدم جمعه أنصاب (٤) فلبثت به أي بهذا الموضع يا ابن أخي وهو عبد الله بن الصامت ثلاثين من بين يوم وليلة أي مدة خمسة عشر يوما بلياليها (٥) أي انثنت لكثرة السمن وانطوت قال في المختار السكنة الطيّ الذي في البطن من السمن والجمع عكن واعكان أهـ (٦) أي أثر جوع من ضعف أو هزال وهي فتح السين وإسكان الخاء (٧) "فبينا أهل مكة في ليلة قمراء" أي مضيئة طالع قمرها "اضحيان" بكسر الهمزة والحاء بينهما ضاد معجمة ساكنة أي مضيئة وفي رواية عفان وبهز وأبي النصر "أصحيان" بكسر الهمزة والحاء المهملة بينهما صاد مهملة من الصحو وهو ذهاب الغيم (٨) أي أنامهم وإلا صمخة جمع سماح بالكسر وهو الخرق الذي في الأذن ويفضي إلى الرأس ويقال له سماخ بالسين المهملة والمراد بالأصمخة هنا الأذان جمع أذن (٩) أساف مثل كتاب وسحاب صنم عى جبل الصفا ونائلة صنم آخر على المروة كان أهل الاهلية يمسحونهما إذا طافروا ويذبحون عليهما تجاه الكعبة (١٠) الهن والهنة بتخفيف نونهما هو كناية عن الفرج والذكر ومنه الحديث هن مثل الخشبه، غير أني لم أكن يعني أنه أفصح باسمه فيكون قد قال أير مثل الخشبة قلما أراد أن يحكي كي عنه وأراد بذلك سب أساف ونائله وغيظ الكفار بذلك وقوله (تولولان) أي تصيحان وتدعوان بالويل والأنفار جمع نفر أو نفير وهو الذي ينفر عند الاستغاثة

<<  <  ج: ص:  >  >>