للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ما جاء في أبي ذر (رضي الله عنه)]-

لكما قالنا قال لنا كلمة "علا" الفم قال فجاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هو وصاحبه حتى استلم الحجر فطاف بالبيت ثم صلى قال فأنيته فكنت أول من حياء بتحية أهل الإسلام فقال وعليك ورحمة الله ممن أنت قال قلت من غفار قال فأهوى بيده فوضعها على جبهته قال فقلت في نفسي كره أني أتمنتيت إلى غفار قال فأردت أن آخذ بيده فقدعني صاحبه وكان أعلم به مني قال متى كنت ههنا قال كنت ههنا منذ ثلاثين من بين ليلة ويوم قال فمن كان يطعمك قلت ما كان لي طعام إلا ماء زمزم قال فسمنت حتى تكسر عكن بطني وما وجدت على كبدي سخفة جوع قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنها مباركة وأنها طعام طعم قال أبو بكر أئذن لي يا رسول الله في طعامه الليلة قال ففعل قال فانطلق النبي (صلى الله عليه وسلم) وأنطلق أبو بكر وانطلقت معهما حتى فتح أبو بكر بابا فجمل بقبض لنا من زبيب الطائف قال فكان ذلك أول طعام أكلته بها فلبثت ما لبثت ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم أذ قد وجهت إلى أرض ذات نخل ولا أحسبها ألا يثرب فهل أنت مبلغ على قومك لعل الله عز وجل أن ينفعهم بك وييأجرك فيهم قال فانطلقت حتى أتيت أخي أنيسًا قال فقال لي ما صنعت قال قلت أني صنعت أني سلمت وصدقت قال قال فمالي رغبة عن دينك فأني قد أسلمت وصدقت ثم أتينا أمنا فقال فما بي رغبة عن دينكما فإني قد أسلمت وصدقت فتحملنا حتى أتينا قومنا غفارًا فأسلم بعضهم قبل أن يقدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المدينة (وقال يعني يزيد ببغداد وقال بعضهم إذا قدم وقال بهز أخواننا نسلم كذا قال أبو النضر) وكان يؤمهم خفاف بن إيماء بن رحضة الغفاري وكان سيدهم يومئذ وقال بقيتهم إذا قدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أسلمنا فقدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المدينة فأسلم بقيتهم قال وجاءت أسلم فقالوا يا رسول الله أخواننا نسلم على الذي أسلموا عليه فأسلموا فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) غفار غفرا الله لها وأسلم سالمها الله.


(١) أي عظيمة لا شيء أقبح منها (٢) أي حياه أبو ذر بقوله السلام عليكم فرد عليه بقوله وعليك ورحمة الله (٣) قدعه وأقدعه كفه ومتعه وهو بدال مهملة (٤) الطعم بالضم الأكل والمعني أنها تشبع شاربها كما يشبعه الطعام (٥) أي أمرت بالتوجه إلى أرض ذات نخل وكان هذا في المنام بدليل قوله (ولا أحسبها إلا يثرب) وهي المدينة قال النووي وهذا كان قبل تسمية المدينة طابة وطيبة وقد جاء بعد ذلك حديث في النهي عن تسميتها يثرب أو أنه سماها باسمها المعروف عند الناس حينئذ. (٦) أي حملنا أنفسنا ومتاعنا على إبلنا وسرنا (٧) العبارة التي بين القوسين يراد بها بيان اختلاف الرواة فيبعض ألفاظ الحديث وهي في الأصل هكذا والأنسب أن تكون آخر الحديث (٨) وفي المسند بعد ذلك ما نصه: "وقال بهز وكان يؤمهم إيماء بن رحضة فقال أبو النضر إيماء" أهـ والمعني أن الرواة اختلفوا فيمن كان يؤم من أسلم من غفار أولاً فقال بعضهم خفاف بن إيماء بن رحضة وقال بعضهم بل الذي كان يؤمهم هو إيماء بن رحضة قال النووي (إيماء) ممدود والهمزة في أوله مكسورة على المشهور (رحضة) مرواحاء مهملة وضاد معجمة مفتوحات أهـ (تخريجه) الحديث في المسند من ٧٥ ج خامس وأخرجه بمثله مسلم

<<  <  ج: ص:  >  >>