للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وذكر بعض المفسرين في هذه الآية استنباطاً آخر وهو أن سبب تخصيص الحجارة بالذكر هنا لما اعتقده الكفار في حجارتهم المعبودة من دون اللَّه أنها الشفعاء والشهداء الذين يستشفعون بهم ويستدفعون المضارّ عن أنفسهم بمكانهم، جعلها اللَّه عذابهم، فقرنهم بها محماة في نار جهنم، إبلاغا في إيلامهم وإغراقا في تحسيرهم مستنبطين هذا من قوله تعالى: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ}. قال بهذا ابن عادل الحنبلي، والنيسابوري (١)، والقاسمي، وابن عاشور. (٢)

مما سبق يتبين صواب استنباط السمعاني في القول بعظمة نار جهنم، كون وقودها الناس والحجارة، وذلك لموافقة المفسرين له بجميع استنباطاتهم والتي تصب كلها في تهويل أمر هذه النار التي نسأل الله أن يعيذنا ووالدينا والمسلمين عامة منها ومن حرِّها. والله أعلم.


(١) النيسابوري: هو نظام الدين، الحسن بن محمد بن الحسين القمي النيسابوري، ويقال له الأعرج، أصله من بدلة (قم) ومنشأه وسكنه في نيسابور، مفسر، له اشتغال بالحكمة والرياضيات، له مؤلفات منها: غرائب القرآن ورغائب الفرقان، ولباب التأويل، توفي عام ٨٥٠ هـ. انظر: الأعلام (٢/ ٢١٦)، ومعجم المؤلفين (٣/ ٢٩١).
(٢) انظر: واللباب في علوم الكتاب (١/ ٩٦)، وغرائب القرآن ورغائب الفرقان (١/ ١٩٧)، ومحاسن التأويل (١/ ٢٤)، والتحرير والتنوير (١/ ٣٣٩).

<<  <   >  >>